للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشبه ما لو ركع وسجد معه، والثانية: لا جمعة له؛ لأنه لم يدرك مع إمامه ركعةً، أشبه المسبوق بركوع الثانية. (١)

(الشرط الثاني: أن يكون بقريةٍ يستوطنها أربعون من أهل وجوبها (٢) سكنى إقامة لا يظعنون، فإذا اجتمعت هذه الشروط في قريةٍ وجبت الجمعة على أهلها وصحت بها؛ لأن كعبًا (٣) قال: «أول من جَمَّع بنا أسعد بن زرارة (٤) في هَزْم (٥) النَّبيتَ من حرة بني بياضة في نقيع يقال له: نقيع الخَضِمات (٦). قلت له: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون»، رواه أبو داود والأثرم (٧)، قال الخطابي: «حرة بني بياضة قرية على ميل


(١) ما قرره المصنف في الرواية الأولى هو الصحيح من المذهب. ينظر: الكافي ١/ ٤٨٢، والفروع ٣/ ١٤٧، والإنصاف ٥/ ١٩٢، وكشاف القناع ٣/ ٣٣٤.
(٢) في المطبوع من المقنع ص ٦٨ زيادة قوله: (فلا تجوز إقامتها في غير ذلك)، وسياق ذكر المصنف للشرط يتضمنه.
(٣) هو الصحابي كعب بن مالك، وقد سبقت ترجمته.
(٤) أسعد بن زرارة هو: أبو أمامة ابن عُدُس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري (١ هـ)، صحابيٌّ، من أقدم الصحابة إسلامًا، وشهد العقبتين، وكان أحد النقباء الإثني عشر، توفي قبل غزوة بدر. ينظر: الاستيعاب ١/ ٨١، والإصابة ١/ ٥٤.
(٥) الهزم: المنخفض من الأرض. ينظر: لسان العرب ١٢/ ٦٠٨.
(٦) نقيع الخضمات: هو موضع قرب المدينة المنورة، يقع علي ميل من منازل بني سَلِمة، قال في معجم البلدان ٥/ ٤٠٦: «والنبيت بطن من الأنصار، وهو عمرو بن مالك بن الأوس وبياضة أيضًا بطن من الأنصار وهو بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشَم بن الخزرج»، ولم تعد حرة بني بياضة ولا هزم النبيت أو نقيع الخضمات معروفة، على أنها كلها من المدينة المنورة. ينظر: الأماكن للهمداني ١/ ١٣٤، وتهذيب الأسماء واللغات ٣/ ٦٦٠، ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٩٥.
(٧) لم أجده في المطبوع من سنن الأثرم، وهو في سنن أبي داود (١٠٦٩) ١/ ٢٨٠، وصححه البيهقي في السنن الكبرى ٣/ ١٧٧،

<<  <  ج: ص:  >  >>