للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَريعًا، مُرتعًا مُربعًا، سائلًا مَسيلًا (١)، مجَلِّلًا دائمًا، دِرَرًا نافعًا غير ضارٍ، عاجلًا غير رائِث، اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل في أرضنا سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا فأحي به بلدةً ميتًا، واسقه مما خلقتَ لنا أنعامًا وأناسيَّ كثيرًا» (٢).

فالحَيا: الذى تحيا به الأرض، والجَدا: المطر العام، والطَبَق: الذى يطبق الأرض، والغَدَقُ: الكثير، والمونِق: المعجب، والمريع: ذو المراعة والخصب، والمُربِع: المقيم، من قولك: ربعت بالمكان إذا أقمت به، والمرتع: من قولك: رتَعَتِ الإبل إذا رعت، والسائل: المطر، والمسيل: الماطر، والسكن: القوة؛ لأن الأرض تسكن به (٣).

وعن ابن عمر: «أن النبي كان إذا استسقى قال: اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، هنيَّا مريًّا، غدقًا مجلَّلًا، طبقًا عامًا، سحًّا دائمًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء (٤) والضَّنك والجَهد ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا


(١) هكذا في نسخة المخطوط، فيكون أصلها في اللغة: من سال الماء يَسيل مَسيلًا، والمسيل المكان الذي يسيل فيه ماء، وضُبطت الكلمة في الكافي ١/ ٥٣٦ وغيره من كتب المذهب ب (سابلًا مسبلًا)، وأصلها في اللغة من السَّبَل وهو المطر إذا هطل، ومسبِّل أي انتفع به الزرع ونبت، ومعنيان متقاربان والله أعلم، وليس في رواية الحديث الآتي تخريجها أي من اللفظين.
(٢) قصة شهود أنس استسقاء النبي ثابتة في الصحيحين كما سيأتي، وأما روايته للدعاء فبنحوه أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ٧/ ٣٢١، وأشار إلى ضعفه، قال: «لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا ابن لهيعة، ولا عن ابن لهيعة إلا مجاشع بن عمرو، تفرد به شاذان».
(٣) ينظر معاني هذه الكلمات بنصها بالفائق في غريب الحديث ١/ ٣٤٢، وزاد فيها قوله: «المجلل: الذي يجلل الأرض بمائة أو بنباته، الدِّرر: الدّار، الرائث: البطيء». ينظر: المغني ٢/ ٢٥٣ وكشاف القناع ٣/ ٤٤٩.
(٤) اللأواء: هي الشدة وضيق المعيشة. ينظر: النهاية في غريب الحديث ٤/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>