للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٧٥٠/ ١٢] مسألة: (ويؤخذ من المعز الثَنِيَّ، ومن الضأن الجذع)، وهو الذي له ستة أشهر، وثني المعز الذي له سنة؛ لما روى سِعْرُ بن دَيْسَمٍ (١) قال: «أتاني رجلان على بعير فقالا: إنا رسولا رسول الله إليك لتؤدي صدقة غنمك. قلت: فأي شيءٍ تأخذان؟ قالا: عناق جذعةٍ أو ثنيةٍ» (٢).

وقال سويد بن غَفَلة (٣) أتانا مُصَدِّق النبي وقال: «أُمرنا أن نأخذ الجذعة من الضَّأن، والثنية من المعز» (٤).

ولأن جَذَعَة الضأن تجزئ في الأضحيَّة بخلاف جذعة المعز، بدليل قوله لأبي بردة (٥) في جذعة المعز: «تجزئك ولا تجزئ عن


(١) سعر بن ديسم: ويقال ابن سوادة بن ديسم العامري الكناني ويقال الدؤلي، قال ابن حجر: «يقال إن له صحبة»، قدم الشام تاجرًا في الجاهلية وأسلم، وروى عن مُصَدِّقين للنبي ، وروى عنه: ابنه جابر، ومسلم بن ثفنة ويقال بن شعبة، وغيرهم. ينظر: تهذيب التهذيب ٣/ ٤٢٣.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (١٥٤٦٤) ٣/ ٤١٤، وأبو داود في سننه (١٥٨١) ٢/ ١٠٣، والنسائي في سننه (٢٤٦٢) ٥/ ٣٢، وضعفه الألباني لجهالة أحد رواته في إرواء الغليل ٣/ ٢٧٣.
(٣) سويد بن غفلة هو: أبو أمية ابن عوسجة الجعفي، أدرك الجاهلية ولم ير النبي ، وكان شريكًا لعمر في الجاهلية، وكان أسن منه، لأنه ولد عام الفيل، وكان قد أدى الصدقة إلى مصدق النبي ثم قدم المدينة يوم دفن النبي ، ثم شهد القادسية، ثم صحب أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا وشهد معه صفين. ينظر: الاستيعاب ٢/ ٦٧٩، المنتظم ٦/ ٢٢٩.
(٤) لم أعثر على من خرجه، قال في البدر المنير ٥/ ٤٣٦: «هذا الحديث ذكره الرافعي دليلًا لنا على مالك، في عدم إجزاء الجذعة من المعز واشتراط الثنية، وعلى أبي حنيفة في إيجاب الثنية في النصابين، وهو حديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والدارقطني والبيهقي بدون ذكر الجذعة والثنية، وهو موضع الحاجة منه».
(٥) أبو بردة هو: هانئ بن نِيار بن عمرو القاعي (ت ٤٥ هـ)، صحابي، هو ممن غلبت عليه كنيته، شهد العقبة وبدرًا وسائر المشاهد، وأبو بردة خال البراء بن عازب . ينظر: ومعجم الصحابة ٣/ ٢٠٤، والاستيعاب ٤/ ١٥٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>