كتاب شرح المقنع للبهاء المقدسي

باب الإحرام - فصل [شروط وجوب دم النسك في الحج] - ج: 2 - ص: 290

وعن إبراهيم الحربي (١) قال: قال سلمة بن شَبيب (٢) لأحمد بن حنبل: «يا أبا عبد الله كل شيء منك حسنٌ جميلٌ إلا خلةً واحدةً؛ تقول بفسخ الحج. قال أحمد: قد كنت أرى أن لك عقلًا! عندي ثمانية عشر حديثًا صحاحًا جيادًا كلها في فسخ الحج، أتركها لقولك» (٣).

وأكثرهم على أنه لا يجوز ذلك، كما لا يجوز فسخ العمرة لا يجوز فسخ الحج؛ لأنه أحد النسكين.

وروى ابن ماجه عن [الحارث بن بلال] (٤) المزني عن أبيه ﵄ أنه قال: «يا رسول الله، فسخ الحج لنا خاصة أو لمن أتى؟ قال: لنا خاصةٌ» (٥).

وروى أيضًا عن المُرقِّع الأَسدي (٦) عن أبي ذر ﵁ قال: «كان ما

---

(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي، وقد سبقت ترجمته.
(٢) سلمة بن شبيب هو: أبو عبد الرحمن النيسابوري الحجري المسمعي (ت ٢٤٧ هـ)، محدث ثقة، نزيل مكة، روى عن عبد الرزاق، وعبد الله بن جعفر الرقي، ويزيد بن هارون وغيرهم، من شيوخ الإمام أحمد، وروى عنه محمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، قال أبو بكر الخلال: «رفيع القدر حدث عنه شيوخنا الأجلة وكان عنده عن عبد الرزاق والشيوخ الكبار وكان سلمة قريبًا من مهنا الشامي وإسحاق بن منصور. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٤٤٧، والثقات ٨/ ٢٨٨، وتهذيب التهذيب ٤/ ١٢٩.
(٣) ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٤٤٩.
(٤) في نسخة المخطوط والشرح الكبير ٨/ ١٧٨ (بلال بن الحارث)، والصواب ما أثبت من المغني ٣/ ٢٠٠.
(٥) سنن ابن ماجه (٢٩٨٤) ٢/ ٩٩٤، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (١٥٨٩١) ٣/ ٤٦٩، وأبو داود في سننه (١٨٠٨) ٢/ ١٦١، ونقل ابن البر في التمهيد ٢٣/ ٣٥٨ والبغوي في شرح السنة ٧/ ٧٦ وغيرهما عن أحمد تضعيفه والحكم بشذوذه. ينظر: التعليقة الكبيرة الجزء الرابع ١/ ٢٢٣، وبيان الوهم لابن القطان ٣/ ٤٦٨، وشرح العمدة ٤/ ٣٤٩، وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود ١/ ٢٢٢.
(٦) المرقع الأسدي هو: مرقع بن صيفي الحنظلي التميمي الأسدي، يروي عن ابن عباس وأبي ذر، وكان شاعرًا، روى عنه أبو الزناد، وموسى بن عقبة، وابنه عمر. ينظر: التاريخ الكبير ٨/ ٥٨، والثقات ٥/ ٤٦٠، وتهذيب التهذيب ٧/ ٤٣٧.