للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن أبي موسى (١) عن صفية بنت أبي عبيد (٢) عن عائشة : «أن رسول الله رخص للمُحْرِم أن يلبَس الخفين ولا يقطعهما، وكان ابن عمر يفتي بقطعهما، قالت صفية: فلما أخبرته بهذا رجع» (٣).

وروى أبو حفصٍ في شرحه (٤) بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف : «أنه طاف وعليه خفان، قال له عمر: والخفان مع القباء (٥)!


(١) ابن أبي موسى هو: أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي من أئمة الحنابلة، وقد سبقت ترجمته.
(٢) صفية بنت أبي عبيد هي: ابن مسعود الثقفية، زوج عبد الله بن عمر ، وأخت المختار الثقفي، اختلف في سماعها عن النبي ، والأقرب أنها لم تسمع منه، قال الدارقطني: لم تدرك النبي ، وروت عن عمر وحفصة وعائشة وأم سلمة ، ووثقها عدد من أهل العلم، وأحاديثها المرفوعة مرسلة. ينظر: معرفة الثقات ٢/ ٤٥٤، وتحفة التحصيل لأبي زرعة ص ٣٧٨، والإصابة ٧/ ٧٥٠.
(٣) الحديث كما قرر المصنف رواه ابن أبي موسى في كتابه الإرشاد ص ١٦٥ وبلا إسناد إلى من رواه، والحديث بنحوه أخرجه أحمد في مسنده (٤٨٣٦) ٢/ ٢٩، وأبو داود في سننه (١٨٣١) ٢/ ١٦٦، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٢٠١، وهو بلفظ أن رسول الله قد كان رخص للنساء في الخفين، وليس على إطلاقه كما ذكره المصنف، قال في شرح العمدة ٤/ ٤٦٥ عن الرواية التي ساقها المصنف: «وهذا غلط بين، فإن حديث عائشة إنما هو في المرأة المحرمة».
(٤) أبو حفص العُكبَري: هو عمر بن إبراهيم، وقد سبقت ترجمته، ولعل شرحه المذكور هو شرحه على مختصر الخرقي، وهو مفقود - يسر الله وجوده -، وقد نقل ذلك عنه القاضي في التعليقة الكبيرة الجزء الرابع ١/ ٣٤٨، والموفق في المغني ٣/ ١٣٨.
(٥) هكذا في نسخة المخطوط، وهي كذلك في المغني ٣/ ١٣٨ وغيره، والذي يظهر لي أن في الكلمة تصحيفًا وصوابها (والغناء) لتقارب الرسم، وسبب ذلك ما روى أبو يعلى في مسنده ٢/ ١٥٦ عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «رأيت عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت وهو يحدو عليه خفان. فقال له عمر: ما أدري أيهما أعجب حداؤك حول البيت أو طوافك في خفيك! قال: قد فعلت هذا على عهد من هو خير منك رسول الله فلم يعب ذلك علي». ينظر: شرح مشكل الأثار ١٤/ ٤٣، ومسند عبد الرحمن بن عوف للبرتي ص ٣٦، ومجمع الزوائد ٣/ ٢١٩، وقد ساق في شرح العمدة ٤/ ٤٥٩، ٤٦٣ الرواية وقصة وجود الحادي، ولم يذكر إنكار عمر على عبد الرحمن بن عوف القباء، وكلمة (والغناء) هي التي تتسق مع رواية الأثر والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>