للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقَطاة (١) لأن كل واحدٍ من هذه تسميه العرب حمامًا.

(وقد رُوي عن الكِسائي (٢) أنه قال: «كل مُطوَّقٍ (٣) حمامٌ» (٤)، قال الشاعر (٥):

وما هاجَ هذا الشَّوقَ إلا حمامةٌ … دعى (٦) ساقَ حرٍّ تَرحَةً وتَرنُّما

فسمّى القُمريَّة حمامةً؛ لأنه قال: دعت ساقَ حُرٍّ، وساقُ حُرٍّ هو: ذَكرُ القَماري (٧)، وعلى هذا يكون الحَجل من الحمام؛ لأنه مطوق.

وما ليس بحمامٍ ولكنه أكبر منه: كالحُبارى، والكُركي، والكَرَوان، والحَجل، والإوزُّ (٨)، والكبيرُ من طير الماء، ذكر أصحابنا فيه احتمالين:


(١) الفواخت، والوراشين، والشفانين، والقمري، والدبسي، والقطاة، كلها أنواع من الطيور تشبه الحمام في خلقتها أو هيئتها، كانت مشهورة عند العرب وبعضها لا يزال كذلك، وقد ورد ذكرها في كتب اللغة بالمقارنة مع الحمام في الوصف والتقدير.
(٢) الكسائي هو: علي بن حمزة بن عبد الله بن قيس بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي (ت ١٩٢ هـ)، ولد في حدود سنة عشرين ومئة، وهو أحد أئمة القراءة والتجويد في بغداد، أخذ القراءة عن حمزة الزيات مذاكرة، وقرأ عليه القرآن وأخذها عن غيره، وسمع الحديث، وأخذ اللغة عن الخليل بن أحمد وتبحر فيها، واختار لنفسه قراءة حملت عنه وعرفت به، ثم استوطن بغداد، وقيل: إن لفظ الكسائي من الكساء. ينظر: معرفة القراء للذهبي ١/ ١٢٠، وتهذيب التهذيب ٧/ ٢٧٥.
(٣) المطوق: قال أهل اللغة: المطوق من الحمام هو ما كان له طوق، يعني في أصل خلقته. ينظر: لسان العرب ١٠/ ٢٣١.
(٤) ينظر: توثيق قوله في المغني ٣/ ٢٧٤، والمطلع ص ١٨٢.
(٥) هذا البيت منسوب للشاعر حميد بن ثور. ينظر: العين للخليل بن أحمد ٣/ ٢٤، وأدب الكاتب ص ٢٣.
(٦) هكذا في نسخة المخطوط، ولعل الصواب أنها (دعت) لعودها على مؤنث، وما ذكره المصنف من الشرح بعدها، ولأنها مثبتة كذلك في المصادر السابقة وغيرها من كتب اللغة.
(٧) ينظر: أدب الكاتب ص ٢٣.
(٨) وهي طيور لها أوصافها عند العرب، وهي أكبر من الحمام، والقول فيها كالقول فيما سبق ذكره من الطيور.

<<  <  ج: ص:  >  >>