للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العراق. فجوانب القصور التى لاحظها فى الشكل والمضمون شاهد على كون الكتاب من فترة مبكرة نسبيا، وأن المؤلف لم يكن على معرفة بالكتب السنية التالية فى الفقه. لقد كان أبو خالد الراوية الوحيد للكتاب، وليست هذه حالة فريدة فى التراث العربى. فهناك كتب كثيرة لم تجد إلا راوية واحدا، وغيرها لم تجد راوية على الإطلاق. أما «التناقضات الداخلية» التى أبرزها شتروتمان- وذلك أن الآراء المنسوبة لزيد فى الكتب المتأخرة والآراء الزيدية تتناقض أحيانا مع مضمون كتاب «مجموع الفقه» - ففيها شاهد آخر على ظهور هذا الكتاب فى وقت مبكر.

لقد ظهر فى فترة سبقت حدوث الصدع الكبير فى الأمة الإسلامية (٢٣٩). لو كان «مجموع الفقه» كتابا زيديا غير صحيح النسبة لزيد، لكان متفقا اتفاقا أكثر مع مضمون كتب فقه الزيدية، ولما كان ثمة جوانب مشتركة بينه وبين كتب السنة المتقدمة. ومن الجانب الآخر فليس من المعقول أن يؤلف فقيه سنى كتابا لينسبه إلى زيد. وعلى كل حال فقد أفاد الشيعة من هذا الكتاب فى القرن الثانى الهجرى/ وعرفوه حق المعرفة. ولذا نرى لزاما علينا أن نتفق مع جريفينى فى القول بأن «مجموع الفقه» من تأليف زيد بن على.

المراجع: انظر دراسات شتروتمان التالية:

R. Strothmann. Die I- iteraturder Zaiditen, Islami/ ١٩١٠/ ٣٥٤ - ٣٦٧, ٢/ ٤٨ - ٧٨.

(تراث الزيدية)

Das Staatsrechtder Zaiditen,) Studienzur Geschichteund Kulturdesisl. Or. i) Strassburg ١٩١٢.

(قانون الدولة عند الزيدية)

Kultusder Zaiditen, Beilagezum Jahresberichtder Kgl. Landesschule Pforta, Strassburg, ١٩١٢.

(العبادات عند الزيدية)

Dasproblemderlit erarischenperson lichkeit Zaidb. A., Islam ١٣/ ١٩٢٣/ ١ - ٥٢.


(٢٣٩) قارن شاخت فى المرجع المذكور ص ٢٦٢ وماديلونج ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>