تغيير فى الكتب التى بين أيدينا تظهر لنا إمكانات كثيرة لدراسات أخرى تتناول على سبيل المثال: بواكير حركة التأليف بصفة عامة وبواكير النثر العربى، ونشأة علوم اللغة.
وفوق هذا وذاك، فإن إمكان إعادة تكوين التفاسير القرآنية الأولى وفقا للمنهج الذى اتبع فى علم الحديث يؤكد أن كتب الحديث نشأت أيضا فى هذه الفترة.
ولدينا اليوم بعض التفاسير القرآنية من القرن الأول الهجرى لم يعرفها الباحثون فى تفسير القرآن حتى الآن. وهى تعطى براهين واضحة على حقيقة أن فى تكرار الأسانيد الواردة فى الكتب المتأخرة دليلا على أن المقتبسات الأخرى ترجع فى كل مرة إلى مصادر محددة قد استخدمت بالفعل.
وتفسير مجاهد الذى كان موضع التقدير والذى يبدو أن كل المفسرين- تقريبا- قد نقلوا مادته، من الممكن إعادة تكوينه، وذلك- على سبيلالمثال- بجمع الاقتباسات المأخوذة عنه فى تفسير الطبرى. ولا يعنى هذا أن كل ما ذكره الطبرى منسوبا إلى مجاهد قد أخذ عن تفسير مجاهد مباشرة، فالطبرى كثيرا ما يورد فى شرح الآية القرآنية الواحدة عدة روايات ترجع إلى مجاهد والتى يهدف من ورائها إلى إيضاح جوانب الاتفاق وجوانب