الاختلاف بين تفسير مجاهد والكتب التى أخذت عنه. مثال ذلك أيضا أن الطبرى ذكر فى تفسيره لكلمة مثابة (البقرة ١٢٥) تفسيرات مختلفة منها:
١ - حدثنى محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى بن أبى نجيح، عن مجاهد، قال: لا يقضون منه وطرا.
٢ - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن ابن أبى نجيح عن مجاهد مثله.
٣ - حدثنى المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل عن ابن أبى نجيح عن مجاهد ... قال: لا يثوبون إليه، لا يقضون منه وطرا.
وبتطبيق المنهج الذى فصلته فى القسم الخاص بعلم الحديث حول دراسة الأسانيد الكاملة يمكن إثبات أن الطبرى أفاد فى الرواية الأولى من تفسير مجاهد نفسه، وفى الرواية الثانية من تفسير معمر برواية عبد الرزاق (•)، وفى الرواية الثالثة من تفسير ابن أبى نجيح.
ويثبت تفسيرا مجاهد ومعمر- عبد الرزاق صحة هذا الاستنتاج، وقد وصل إلينا كلا التفسيرين، وأما المصدر الذي اعتمد عليه فى روايته الثالثة فقد ضاع. وإيضاحا للاختلافات بين هذه الروايات يمكن القول بأن ابن أبى نجيح كتب تفسيره معتمدا على تفسير مجاهد، ولم يكن يخالف مصدره الأساسى إلا فيما ندر، كما يتضح من الاقتباسات الأخرى عند الطبرى.
ومن الممكن دراسة أسانيد أى كتاب وصل إلينا من القرون الأولى للهجرة بتطبيق المنهج المشروح فى مقدمة علم الحديث، وذلك بهدف التعرف على المصادر المدونة لهذا
(•) هكذا فى الأصل الألمانى، والمقصود أن الكتاب لمعمر وروايته الوحيدة لعبد الرزاق الذى أضاف إليه أيضا (قارن ترجمة معمر بن راشد فى القسم الخاص بالتاريخ) (المترجم).