للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب. ويمكن الإفادة من هذا المنهج فى دراسة تفسير القرآن، وذلك بجمع المقتبسات وترتيبها وفق الآيات، وعندئذ يجوز لنا افتراض أنا أعدنا تكوين الكتاب المفقود فى صورته الأولى. وتتضح لنا صحة هذه النظرة بمقارنة/ الاقتباسات الواردة فى تفسير الطبرى بمصادره التى وصلت إلينا.

عرف العلماء المسلمون المتقدمون كما عرف أيضا بعض العلماء المتأخرين تفاسير القرآن فى روايات مختلفة (٤٧) لقد عرف ياقوت الحموى (٤٨) روايات مختلفة للمصادر التى اعتمد عليها الطبرى، وعرف ياقوت أيضا أن الطبرى أفاد فى تاريخه- ولم يفد فى تفسيره- من تفسير محمد بن السائب الكلبى الذى وصل إلينا (٤٩).

ولم يصل إلينا من التفاسير القرآنية التى أخذت بصورة مباشرة عن أقدم التفاسير، والتى ترجع إلى المنصف الأول من القرن الثانى الهجرى إلّا بقية ضئيلة، وهى:

«التفسير» لكل من:

١ - محمد بن السائب الكلبى ٢ - معمر/ عبد الرازق ٣ - سفيان الثّورى ٤ - مقاتل بن سليمان ولم تفد التفاسير الثلاثة الأولى من مصادر كثيرة، فمصادرها قليلة محدودة، أما مقاتل بن سليمان فهو بصفة عامة لا يسمى مصادره. ويقدم لنا كتاب محمد بن إسحاق فى السيرة ما لا يقدمه لنا أى كتاب فى التفسير، فهو يضع بين أيدينا أقدم جمع متنوع الجوانب لأقدم التفاسير القرآنية وأقدم كتب المغازى والفتوح.

كان عدد من المسلمين الأول يتحرجون- ورعا- من الاشتغال بتفسير القرآن، وهذه


(٤٧) انظر الفهرست لابن النديم ٣٣، ومؤلفات كثيرة لابن حجر.
(٤٨) انظر: ارشاد الأريب ٦/ ٤٤٠ - ٤٤١.
(٤٩) انظر ارشاد الأريب ٦/ ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>