للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - اعتمادهم على العقل في فهم نصوص الكتب المقدسة، وتوهمهم أن هناك معارضة بين العقل والنقل، مما أورثهم شبها كثيرة، ضلوا بسببها عن قواعد الشرع، والتزموا قواعدهم البدعية.

٢ - خللهم في باب الإيمان بالله - عز وجل - وربوبيته، بما أحدثوه من طُرقٍ بدعية كالحدوث والإمكان، وهذه "الطريقة هي التي ولّدت بين المسلمين اختلافهم في القرآن، وكلام الله - عز وجل -، حتى صار كثير من الناس في ذلك إما حائراً، وإما مخطئاً مبتدعاً، وكفر بعضهم بعضا بسبب ذلك" (١).

٣ - معارضة نصوص الكتب لكثير من أهوائهم وشهواتهم، ما كان سبباً لتحريفهم إياها، لتوافق أهواءهم.

*أن أسباب انحراف الفرق في الإيمان بالرسل، تعود إلى سببين رئيسين هما:

١ - الخلل في توحيد الربوبية، وعدم تعظيم الله - عز وجل -، ما أدى بقوم إلى صرف الربوبية للرسل، وبقوم آخرين إلى إنكار حكمة الله - عز وجل - من إرساله لرسله -عليهم السلام-.

٢ - الاشتباه الحاصل في معنى تجريد المتابعة للرسل، واعتمادهم على العقل في ذلك، ولا ريب أنه نحى ببعضهم إلى الغلو فيما نحى بآخرين إلى الجفاء.

* أن انحراف الفرق في الإيمان باليوم الآخر يمكن إجماله فيما يلي:

١ - فساد الإيمان بهذا الركن من أركان الدين تابع لفساد الركن الأول وهو الإيمان بالله تعالى ومعرفته.

٢ - الانحراف في الإيمان بالغيب والانحباس في عالم الشهادة، ما أدى بهم إلى قياس عالم الغيب على عالم الشهادة، والخوض في تصور كيفية اليوم الآخر، وهذا مرتبط بانحرافهم في الربوبية، الذي يؤثر في قبول علم الله الغيبي؛ لأنه لم يعد هناك مبرر للقول بغيب ديني ومن ذلك أحداث اليوم الآخر.

٣ - الانحراف في الأسماء والأحكام، ومحاولة التزامهم بالأصول التي أصلوها لأنفسهم، كإنكار الخوارج للشفاعة؛ وذلك لأن إثباتها يخالف أصلاً من أصولهم


(١) الصفدية (٢/ ٤٠).

<<  <   >  >>