للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أن السلطان عمل الموكب في القصر، وخلع على من يذكر من الأمراء، وهم:

الأمير سودون الصيفي تمرباي باق واستقر أمير سلاح، وخلع على الأمير قرابغا الأبوبكري واستقر أمير مجلس عوضا عن الأمير أحمد بن يلبغا العمري، وخلع على الأمير قرادمرداش الأحمدي واستقر رأس نوبة النوب، وخلع على الأمير قرقماس الطشتمري واستقر دوادارا كبيرا عوضا عن الشرفي يونس، وخلع على الأمير اقبغا المارديني واستقر به حاجب الحجاب عوضا عن الأمير ايدكار العمري.

ثم في يوم الاثنين حضر إلى الأبواب الشريفة العلائي علي بن الطشلافي وإلى قطيا وأخبر السلطان بأن جاليش يلبغا الناصري قد وصل إلى قطيا، ثم بعد ذلك جاءت الأخبار بأن يلبغا الناصري قد وصل إلى الصالحية. فلما تحقق السلطان ذلك نزل إلى باب السلسلة، وجلس في الحراقة، وأمر بشد الخيول، وعلق الصنجق السلطاني، ونادى العسكر بأن يطلعوا إلى الرميلة وعليهم آلة الحرب، فطلع إليه من الأمراء الأمير سودون الفخري نائب السلطنة، والامير تمربغا المنجكي، والامير أبو بكر بن سنقر الجمالي، والأمير بيبرس التمان تمرى، والأمير سودون الطرنطاوي، والأمير قجماس ابن عم السلطان، فلما تكامل العسكر ركب السلطان وخرج من باب السلسلة وعلى رأسه الصنجق السلطاني، فتوجه هو والعسكر إلى نحو المطرية، فأقام السلطان هناك يوم الأربعاء ويوم الخميس، فصار جماعة من المماليك السلطانية يتسحبون من عند السلطان ويتوجهون إلى يلبغا الناصري، فتوجه إليه جماعة كثيرة من المماليك السلطانية ومن المماليك السيفية، فلما رأى السلطان ذلك رجع من هناك وطلع إلى القلعة.

فلما كان يوم السبت خامس عشر جمادي الأولى جاءت الأخبار بأن أوائل عسكر يلبغا الناصري قد وصل إلى أوائل الترب. فلما تحقق السلطان ذلك نزل من القلعة، ودقت الكئوسات حربى، وجمع العسكر وتوجه إلى نحو قبة النصر، فوقف هناك على كوم عال فوقع بين الفريقين بعض قتال هين، فأقام السلطان هناك إلى آخر النهار ثم رجع إلى القلعة وقعد في باب السلسلة وبات به.

فلما كانت تلك الليلة توجه أكثر الأمراء إلى يلبغا الناصري، فلم يبق مع السلطان إلا بعض جماعة من الأمراء، منهم الأمير قجماس ابن عم السلطان، وسيدي أبو بكر الجمالي سنقر، والأمير تمربغا المنجكي، والأمير سودون الطرنطاوي، وبعض مماليك من الجمدارية، فلما رأى السلطان عين الغلب أراد أن يسلم نفسه ويختفي في البحرة، فمنعه الأمراء من ذلك. فأقام إلى العصر في باب السلسلة، فبلغه أن الأمير نزلار العمري، والأمير الطنبغا الأشرفي والأمير طقطاي الطشتمري - ومعهم جماعة من المماليك نحو

<<  <  ج: ص:  >  >>