للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن سيدي أبي بكر بن سنقر الجمالي، وخلع على المقر السيفي الأبغا العثماني واستقر دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير يونس النوروزي، وخلع على الأمير أقبغا الجوهري واستقر به استادار العالية عوضا عن الأمير محمود بن علي الظاهري، وخلع على الأمير الطنبغا الأشرفي واستقر به رأس نوبة ثاني، وخلع على الأمير قطلو بك السيفي يلبغا واستقر به أمير جاندار وأنعم على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف، وعلى جماعة بامريات أربعين، وعلى جماعة بامريات عشرة. ثم عمل الموكب الثاني وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: المقر السيفي نزلار العمري واستقر به نائب الشام، وخلع على المقر السيفي كمشبغا الحموي واستقر به نائب حلب، وخلع على المقر السيفي قطلوبغا الصفوي واستقر به نائب صفد، وخلع على المقر السيفي سنجق الحسني واستقر به نائب طرابلس، وخلع على المقر الشهابي أحمد ابن المهمندار واستقر به نائب حماه، وخلع على الأمير بغاجق السيفي صرغتمش واستقر به نائب ملطية … ثم رسم للنواب الذين استقروا بأن يتوجهوا إلى البلاد الشامية، ويستقر كل واحد في نيابته، ويعمر ما فسد من أحوال البلاد الشامية، فخرجوا من القاهرة على حمية، جميعهم بالسوية.

ثم أن الأتابكي يلبغا الناصري نادى في القاهرة بأن مماليك الظاهر برقوق لا يقيم منهم أحد في القاهرة، وأن يخدموا عند النواب ويخرجوا معهم، وكل من وجد منهم من بعد ذلك شنق من غير معاودة ثانية. وصاروا يكررون المناداة بذلك ثلاثة أيام متوالية.

هذا ما كان من أمر الملك المنصور أمير حاج بعد عوده إلى الملك.

وأما ما كان من أمر الملك الظاهر برقوق بعد اختفائه، فان الأمير يلبغا الناصري صار ينادي في القاهرة: "كل من كان الملك الظاهر برقوق عنده ولا يقر عليه يشنق على باب داره من غير معاودة". ..

فبينما الأتابكي يلبغا الناصري جالس في باب السلسلة وقت الظهر، إذ دخل عليه مملوك من مماليك أبي يزيد الخازن يقال له سنقر الرومي، فقال للأتابكي يلبغا الناصر:

"إن السلطان برقوق مختف عند أستاذي في بيت شخص خياط". .. فلما سمع الأتابكي يلبغا بذلك طلب أبا يزيد الخازن وقال له: "انزل أحضر الملك الظاهر برقوق من عندك وإلا شنقتك على باب بيتك". .. فلما سمع أبو يزيد بذلك أنكر، فأمر الأتابكي يلبغا بتوسيطه، فلما تحقق ذلك أقر بأنه عنده، فقال له يلبغا: "أنت ما سمعت المناداة بأن من خبى السلطان برقوق عنده ولا يقر به شنق على باب داره؟ ". .. فقال أبو يزيد: "يا خوند، إن الملك برقوق كان له على احسان عظيم، وجاء إلى تحت الليل فما أمكنني رده". .. فقال له يلبغا:

"انزل إليه وأحضره". ثم أرسل معه الأمير الطنبغا الجوباني رأس نوبة النوب ومعه

<<  <  ج: ص:  >  >>