به … ولم يكن لذلك صحة، وإنما السلطان برقوق أرسل هذا لهجان بهذا الخبر إلى مصر حتى يبطل أمر التجريدة التي كانوا عينوها له إلى أن تستقيم أحواله.
فلما سمع الاتابكي منطاش بهذا الخبر فرح، وخلع على ذلك الهجان كاملية بسمور، وبطل أمر التجريدة، فكانت هذه أول مكيدة صحت بيد برقوق.
ثم في خامس عشر شوال جاءت الأخبار من قوص بأن مماليك الظاهر برقوق الذين كانوا هناك قد توجهوا إلى الكرك من وادي القصب إلى السويس، وقد قتلوا وإلى قوص.
ثم في أثناء ذلك جاءت الأخبار من حلب بأن كمشبغا الحموي نائب حلب خامر وخرج عن الطاعة.
ثم جاءت الأخبار بأن الظاهر برقوق قد خرج من الكرك وهو قاصد نحو الشام، فلاقاه حسام الدين بن باكيش نائب غزة ومعه جماعة من عربان جبل نابلس نحو خمسة آلاف إنسان، فأوقعوا مع الظاهر برقوق في الطريق واقعة قوية، وكان الظاهر برقوق قد التف عليه من عربان الكرك نحو ألف إنسان. فلما خرج من الكرك تسامعت به الناس فجاءوا إليه، وصار كلما مر بقرية يخرج إليه أهلها ويلاقونه ومعهم العليق والضيافة. فلما لاقاه ابن باكيش نائب غزة، وانكسر من كان مع ابن باكيش من العسكر، نهبهم عسكر برقوق وغنموا منهم خيولا وسلاحا وقماشا وبركا، فقوى عسكر برقوق بتلك الغنيمة. فلما وصل برقوق إلى شقحب خرج إليه عسكر دمشق، وأوقعوا معه هناك واقعة عظيمة، فقتل بها من أمراء دمشق ستة عشر أميرا، ومن المماليك نحو خمسين مملوكا، وقتل من عسكر برقوق نحو ذلك.
ثم جاءت الأخبار بأن الأمير اينال اليوسفي خرج من السجن وملك قلعة صفد. وسبب ذلك أن اينال اليوسفي كان مسجونا بقلعة صفد. وكان داودار نائب صفد شخصا يقال له يلبغا السالمي، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق. فلما خرج نائب صفد من المدينة وتوجه إلى نحو دمشق ليساعد نائب دمشق على قتال الظاهر برقوق بقيت صعد خالية بلا نائب، فانفق يلبغا السالمي مع حاجب صفد ونائب القلعة، وأخرجوا الأمير اينال اليوسفي من السجن، وأخرجوا معه جماعة من المماليك الذين كانوا معه في السجن وملكوا قلعة صفد. فلما بلغ ذلك نائب صفد رجع إلى صفد وأراد أن يدخل إلى دار السعادة، فرموا عليه بالمدافع وطردوه من المدينة، واستولى اينال اليوسفي على قلعة صفد، ونهب حواصل قطلو بك نائب صفد، فقويت شوكة الظاهر برقوق.