للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يكفيهم من سماط وعليق وغير ذلك. وكان وصول الأتابكي أيتمش والأمراء الذين معه إلى دمشق في يوم الاثنين رابع عشرى ربيع الأول من السنة المذكورة، وكان يوم دخولهم إلى دمشق يوما مشهودا وموكبا عظيما.

فلما تحقق السلطان صحة هذا الخبر اجتمع هو والأمراء وضربوا مشورة في هذا الأمر، ثم وقع الاتفاق على أن يفرجوا عن جماعة من الأمراء ممن كان مسجونا بثغر الاسكندرية، فرسم السلطان بالإفراج عمن يذكر من الأمراء وهم: الأمير نوروز الحافظي، والأمير سودون قريب الملك الظاهر برقوق، والأمير تمراز الناصري، والأمير أقباي السيفي طرنطاي … فلما حضروا عمل السلطان الموكب وخلع على من يذكر من الأمراء وهم: المقر السيفي بيبرس واستقر به أتابك العساكر عوضا عن أيتمش البجاسي، وخلع على المقر السيفي بكتمر الركني واستقر به أمير سلاح عوضا عن تغرى بردي بن يشبغا، وخلع على المقر السيفي تمراز الناصري واستقر به أمير مجلس، وخلع على المقر السيفي نوروز الحافظي واستقر به رأس نوبة النوب - والأمير نوروز الحافظي هو الذي جدد القبة على فسقية الخانقاه الشيخونية لما بقى رأس نوبة النوب ولم يكن بها قبل ذلك قبة - وخلع على المقر السيفي سودون قريب السلطان واستقر به دوادارا كبيرا، وخلع على المقر السيفي أقباي الطرنطاوي واستقر به حاجب الحجاب عوضا عن الأمير فارس، وخلع على المقر السيفي سودون ابن علي باي واستقر به أمير آخور كبيرا عوضا عن سودون الطيار.

وأنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء وهم: الأمير اينال باي بن قجماس، والأمير سودون بن زاده - وهو صاحب الجامع الذي في سويقة العزى - والأمير اينال العلائي حطب.

وأنعم على جماعة بامريات أربعين وامريات عشرة. واستقامت أموره في السلطنة.

وفيها قبض السلطان على الصاحب فخر الدين ابن غراب وفصله من الوزارة، وقبض على أخيه القاضي سعد الدين بن ابراهيم ناظر الجيش وناظر الخاص، وقبض على الأمير شهاب الدين أحمد بن قطينة الاستادار، وقبض على الشريف علاء الدين البغدادي شاد الدوادين … وسلمهم جميعهم إلى الأمير أزبك الرمضاني رأس نوبة ثاني ليستخرج منهم الأموال، فأقاموا في بيت الأمير أزبك أياما، ثم أن الأتابكي بيبرس شفع فيهم فأفرج السلطان عنهم وخرجوا إلى بيوتهم بطالين.

<<  <  ج: ص:  >  >>