فلما تم أمره في السلطنة وجلس على سرير الملك أخذ في تدبير أمره واصلاح شأنه.
ثم أنه عين الأتابكية لولده المقر الشهابي أحمد، فعز ذلك على الأمراء، فقرر فيها ثاني بك البردبكي وخلع عليه وأقره في الأتابكية عوضا عن ولده، وأنعم على ولده الشهابي أحمد بتقدمة ألف.
ثم عمل الموكب وخلع على الأمير خشقدم وقرره أمير سلاح عوضا عن تنم بن عبد الرزاق، وخلع على طوخ بويتي بازق وقرره أمير مجلس، وخلع على قرقماس الجلب وقرره رأس نوبة النوب عوضا عن اسنبغا الطيار، وخلع على جرباش كرت وقرره أمير آخور كبير عوضا عن قاني باي الجركسي، وخلع على يونس الأقباي المؤيدي وقرره في الدوادارية الكبرى عوضا عن تمربغا الظاهري، وخلع على جان بك القرماني وقرره حاجب الحجاب عوضا عن خشقدم الناصري، وخلع على تمراز الاينالي الأشرفي وقرره في الدوادارية الثانية عوضا عن اسباي، وخلع على جاني بك القجماسي الأشرفي وقرره في شادية الشراب خانه عوضا عن لاجين الظاهري، وخلع على خير بك الأشقر وقرره أمير آخور ثاني، وخلع على جانبك نائب جدة واستمر متحدثا في الاستادارية، وخلع على قاني باي الاعمش وقرره في نيابة القلعة، وخلع على يونس العلائي وقرره في نيابة الاسكندرية، وخلع على يشبك الناصري وقرره رأس نوبة ثاني.
وأنعم على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف منهم أرنبغا اليونسي وبرسباي البجاسي وغير ذلك من الأمراء.
ثم أنعم بامرية طبلخانات وعشراوات على جماعة كثيرة من الأمراء منهم جانبك الظريف وقرره في الخازندارية الكبرى عوضا عن أزبك بن ططخ، وأنعم على بردبك زوج ابنته بامرية عشرة، وقرر يشبك الأشقر في استدارية الصحبة عوضا عن سنقر أحد أمراء الظاهرية.
ثم أنه شرع في إرسال الملك المنصور إلى ثغر الاسكندرية، فنزل به من باب الدرفيل وهو مقيد، فتوجهوا به إلى الاسكندرية فسجن بها بعد أن أنزلوه إلى البحرة في الحراقة وتوجهوا به، وكان المستفر عليه خير بك الأشقر أمير آخور ثاني، فسجنه ورجع.
ثم أنزل من قبض عليه من الأمراء، وهم: تنم ابن عبد الرزاق أمير سلاح، وقاني باي الجركسي أمير آخور كبير، وتمربغا الدوادار الكبير، ولاجين شاد الشراب خاناه، وأزبك بن ططخ خازندار كبير، وسنقر العايق، وجانم الساقي، وجاني بك وسودون الافرم
فتوجهوا بالجميع إلى ثغر الاسكندرية فسجنوا بها وهم في قيود حديد.