ثم أن السلطان بعث نفقات الأمراء فحمل للأتابكي خشقدم أربعة آلاف دينار، ولأرباب الوظائف من الأمراء والمقدمين لكل واحد منهم ألفان وخمسمائة دينار، ولبقية المقدمين لكل منهم ألفا دينار، وحمل للأمراء الطبلخانات لكل واحد منهم خمسمائة دينار، وحمل للأمراء العشراوات لكل واحد منهم مائتا دينار.
ثم أنفق على الجند - على العادة القديمة - من مائة دينار إلى ما دون ذلك إلى عشرة دنانير.
ثم أنعم السلطان على يشبك البجاسي الأشرفي، ويشبك هذا كان من مماليك الأشرف اينال، وكان في أيام أستاذه مقدم ألف بحلب، ثم حضر إلى القاهرة فبقي مقدم ألف بمصر.
*****
وفي جمادي الآخرة عين السلطان جماعة من خواصه من الأمراء والخاصكية بالتوجه إلى البلاد الشامية وغيرها ببشارة السلطنة إلى النواب وغيرهم.
وفيه جاءت الأخبار من قبرس بأن جانى بك الأبلق - الذي كان مقيما بقبرس مع جماعة من المماليك السلطانية - أرسل يخبر بأن أخت جاكم صاحب قبرس فرت إلى رودس لتستنجد بصاحبها ليمدها بعسكر حتى تحارب أخاها وتأخذ منه مدينة شيرينه، فأرسل جاني بك الأبلق يستحث السلطان في إرسال تجريدة تنجده سريعا، وكان يظن أن الأشرف اينال في قيد الحياة.
وفيه خلع السلطان على مجد الدين بن البقري وقرره في الاستادارية عوضا عن منصور بن الصفي بحكم صرفه عنها، وهذه أول ولاية مجد الدين للوظائف السنية.
وفيه توفى الطواشي مرجان العادلي مقدم المماليك، وكان حبشي الجنس، وكان عنده شدة بأس وعسوفة زائدة، فلما مات قرر في تقدمته جوهر النوروزي.
وفيه توفى جميل بن أحمد بن عميرة شيخ العرب بالكفور بالغربية، وكان ظالما عسوفا، وكان في سعة من المال وهو بخيل جدا.
وفيه توفى الصاحب سعد الدين فرج ابن ماجد النحال. وكان أصله من الأقباط، ولي عدة وظائف سنية منها الوزارة والاستادارية غير ما مرة، وولى أيضا كتابة المماليك وغير ذلك من الوظائف، وكان رئيسا حشما دينا خيرا مشكورا في مباشرته، وكان عنده حدة مزاج في ذاته، ومولده في سنة احدى وثمانمائة.
وفيه كان قراءة تقليد السلطان بالقصر الكبير. وحضر الخليفة والقضاة الأربعة وأرباب الدولة، وجلس القاضي كاتب السر محب الدين بن الشحنة على كرسي وقرأ التقليد على