وفيه عين السلطان تجريدة إلى سوار - وهي التجريدة الثانية - فعين بها من الأمراء قرقماس الجلب أمير مجلس باش العسكر، وسودون القصروي، وقراجا الطويل الاينالي، وازدمر الطويل الاينالي، وعدة أمراء طبلخانات وعشراوات، وعين من الجند فوق الألف مملوك.
وفيه جاءت الأخبار بأن سوارا قد أطلق الأتابكي جاني بك قلقسير وقد وصل إلى قرب حلب.
وفيه جاءت الأخبار بقتل سبع وسباع ولدى هجار أمير الينبع، وقد وقعت فتنة عظيمة بالينبع بين خنافر وبينهما حتى قتلهما، وكان سبع وسباع حصل منهما غاية الضرر الشامل.
*****
وفي ذي الحجة توفى شخص يسمى عصام الدين البخاري الحنفي، وكان من أهل العلم، وكان أكثر اقامته بدمشق، واشتغل بدمشق على جماعة على مذهب أبي حنيفة، وكان من الأفاضل.
وفيه جاءت الأخبار من غزة بأن أرغون شاه الأشرفي قد قبض على الظاهر تمربغا.
فلما وصل الأمير يشبك إلى بلبيس تلقاه وحمله في محفة وتوجه به من هناك إلى ثغر الاسكندرية من غير تقييد. ثم أن السلطان رفق به ولم يسجنه، وقد رسم له بأن يسكن بدار الملك العزيز التي بالاسكندرية، وأن يركب إلى صلاة الجمعة والعيدين. ثم أن الظاهر تمربغا كتب للسلطان كتابا بخط يده وقال فيه:"المملوك تمربغا يقبل الأرض". .. وأرسل يعتذر إليه مما وقع منه بسبب تسحبه من دمياط، واعتذر بأنه قصد التوجه إلى شاه سوار ليصلح بينه وبين السلطان وتخمد هذه الفتنة، كما قيل:
إذا كان وجه العذر ليس بواضح … فان اطراح العذر خير من العذر
وكان الظاهر تمربغا أرشل قليل الحظ معكوس الحركات في أفعاله، ليس له سعد ولا قسم له، كما قيل:
دع التعرض ان الأمر مقدور … وليس للسعي في الادراك تأثير
والمرء يعجز عن تحصيل خردلة … بالسعي ان لم تساعده المقادير