للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها:

لما شكا الناس من مصر مضايقها … وحار فيها من الحكام أفكار

فما تلقى أجور القاطنين بها … إلا الأمير الذي بالعرف مار

فهو الهمام النظام المرتقى درجات … الفضل يشبك مولانا الدوادار

وهذا اختصار القصيدة المطولة.

وفيه تغير خاطر السلطان على برهان الدين النابلسي، وكيل بيت مال المسلمين، فقبض عليه وسلمه للأمير يشبك يعاقبه، واستخلص منه جملة أموال لها صورة. وآخر الأمر مات تحت العقوبة شر موتة. وقد أذاقه أنواع العذاب، وتفنن في عذابه تفننا زائدا. قيل أنه ضربه عدة مرار نحوا من ألفين وستمائة عصا، وقلع أضراسه ودقها في رأسه، وغير ذلك من أنواع العذاب. وكان أصله من دمشق، وهو ابراهيم بن ثابت، وكان أحد نواب الشافعية، وله اشتغال بالعلم، لكنه أدخل نفسه في أمور السلطنة، وطاش وظلم وجار عليهم، ولم يفتكر في عقبى ذلك، فأخذ من الجانب الذي أمن إليه، بعد أن عادى جميع الناس ممن بمصر والشام، حتى الأمراء وأعيان الناس، وأعيان الدولة، وشقى لنفع غيره حتى سلب من المال والروح.

وفيه قدم قاصد من عند ابن عثمان ملك الروم، وعلى يده مكاتبة، فأكرمه السلطان، وعاد له الجواب، وسافر بعد أيام.

*****

وفي ربيع الأول خلع السلطان على الصاحب خشقدم الأحمدي، وقرره في الخازندارية الكبرى والزمامية، عوضا عن جوهر النوروزي … فعظم أمره جدا، وصار وزيرا وخازندارا وزماما. وقرر مثقال الساقي الظاهري رأس نوبة السقاة، وكانت بيد خشقدم أيضا.

وفيه خلع السلطان على القاضي تاج الدين بن المقسى، وقرره في الاستادارية عوضا عن الأمير يشبك الدوادار - وقد استعفى منها - فصار ابن المقسى استادارا وناظر الخال، فعظم أمره جدا وكان ذلك نهايته وانتهاء سعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>