للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبر أيضا بوقوع فتنة مهولة بن الشريف محمد بن الشريف بركات، وبين قبيلة بني جزازان وحصل بينهما ما لا خير فيه. وآل الأمر إلى أن الشريف محمد قد قبض إلى شيخ بني جزازان.

*****

وفي ربيع الآخر كان وفاء النيل المبارك، وقد وفي آخر يوم من أبيب. وكسر في أول يوم من مسرى، فعدّ ذلك من النوادر، وفيه يقول القائل:

أرى نيل مصر قد غدا يوم كسره … إذا رام جريا في الخليج تقنطرا

ولكن بهذا الكسر زاد تجبرا … وأفرط هجما في القرى وتجسرا

وقال آخر:

إن بحرا لنيل قد وفى لنا … ما عليه من قديم قررا

وقضانا الدين ألا أنه … حين وفى ما عليه انكسرا

وكان الوفاء في غيبة السلطان، فتوجه الأمير لاجين أمير مجلس، وفتح السد على العادة بأمر تقدم من السلطان له. وكان يوما مشهودا.

وفيه كانت وفاة القاضي علم الدين شاكر بن الجيعان بن عبد الغني بن شاكر بن حامد بن عبد الوهاب بن يعقوب الدمياطي الأصل القبطي المصري متولي ديوان الجيش. وكان رئيسا حشما وجيها عند الملوك والسلاطين. وكان عنده تواضع زائد للناس قاطبة. وله اشتغال بالعلم. ومولده في سنة سبعين وسبعمائة، وهو الذي أنشأ الجامع الذي بالقرب من بركة الرطلي. وكان نادرة في بني الجيعان.

وفيه وصل السلطان إلى القاهرة، وطلع إلى القلعة. وكانت مدة غيبته في هذه السفرة نحو شهر وأيام، ودخل له تقادم حافلة. فلما استقر بالقلعة خلع على الشرفي يحيى بن شاكر بن الجيعان، وقرره في وظيفة والده. ومولده سنة عشرين وثمانمائة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>