وفيه ظهر للسلطان أن طائفة الإينالية قصدوا إثارة فتنة في غيبة السلطان، فلما تحقق ذلك صار ينفي منهم جماعة شيئا فشيئا ثم نفى مملوكه برد بك سكر الخاصكي إلى البلاد الشامية، وكان قد نسب إلى أشياء من هذه الإشاعة. وقد تعمرت قلوب الأمراء بعداوة الأمير يشبك الدوادار. وقد أشيع أنه قد سمّ الأمير جانم قريب السلطان، فانقطع يشبك عن طلوع القلعة أياما، وكثر الكلام في حقه بسبب ذلك.
وفيه خلع السلطان على علي باي ميق الذي كان كاشف الشرقية، وقرره في نيابة سيس عوضا عن أزدمر قريب السلطان، وقرر أزدمر في نيابة حماه عوضا عن قراجا الطويل الإينالي، بحكم صرفه عنها وسجنه بقلعة دمشق.
وفيه رسم السلطان بنفي ستة أنفار، منهم ثلاثة من طائفة الإينالية، وهم أبو يزيد، ومشيد وشاد بك، كل منهم أمير عشرة. وثلاثة من الستة من مشترياته، فتوجهوا بهم إلى نحو البلاد الشامية ثم تتابع النفي بجماعة من الإينالية، وكثر الكلام في ذلك حدا.
وفيه قرر في قضاة الحنفية بدمشق تاج الدين بن عرب شاه، عوضا عن ابن عيد.
*****
وفي شعبان رسم السلطان بنفي الطواشي معروف اليشبكي شاد الحوش إلى جهة قوص، لأمر أوجب ذلك.
وفيه خلع السلطان على برسباي قرا المحمدي الظاهري، وقرره في حجوبية الحجاب، عوضا عن أزدمر الطويل بحكم نفيه. وقرر في شادية الحوش سرور السيفي بن جرباش كرت، عوضا عن معروف اليشبكي.
وفيه وصل قانصوه الألفي الذي كان قد توجه إلى بلاد الجركس، فأحضر معه عدة من أقارب السلطان، فخلع عليه، ونزل إلى داره.
وفيه حضر قاصد من عند بعض ملوك الهند صحبة أبي الفتح نائب جدة، على يده هدية حافلة إلى السلطان.
وفيه أنعم السلطان على قريب له بتقدمة ألف، وهو تقدمة جانم الشريفي ناظر الجوالي. ثم بعد مدة أرسل له شاشا، ورسم له بأن يلف تخفيفة، وكذلك قانصوه خمسمائة، فإنه بقي دوادار ثاني وهو بكوفية بقندس.
وفيه توفي جانم السيفي تمرباي الزردكاش الكبير، وكان أحد الأمراء الطبلخانة.