وفي رمضان احتفل الصاحب خشقدم في مسايرة هائلة، كان قرر في أمرية الحاج بركب المحمل، وقرر شاهين الجمالي في أمرية الركب الأول. وكان قرر بها أولا جانم الزردكاش الذي توفي. فكان للصاحب خشقدم يوم مشهود بتلك المسايرة. وقد أشيع بين الناس أن السلطان يقصد أن يحج في السنة المذكورة، فعمل هذه المسايرة بسبب تشوق السلطان إلى الحجاز.
وفيه خلع السلطان على مملوكه قنبردي أحد الخاصكية، وقرره في كشف الشرقية، عوضا عن علي باي ميق، الذي استقر في نيابة سيس. وقرر إقبال الطويل في كشف الغربية.
وفيه قدم برد بك جبس، وكان منفيا بالبلاد الشامية، فشفع فيه بعض الأمراء، فرسم السلطان بإحضاره، فحضر ورضي عليه.
وفيه توفي اليشبكي الطواشي شاد الحوش، ومات وهو منفي بالواحات، وجرى عليه ما لا خير فيه، وكان لا بأس به. غير أنه كان عنده تكبر في نفسه وتعاظم.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة شاد بك الإبراهيمي الإينالي، وكان من الأمراء العشراوات، فتغير خاطر السلطان عليه، ونفاه إلى الشام، فمات بها.
وفيه رسم السلطان بنفي جاني بك الخشن الإينالي تاجر المماليك، أحد الأمراء العشراوات، ونفى أبي زيد أزبك الخاصكي الإينالي. ونفى تغري برمش أحد الأمراء العشراوات، والكل إينالية، وقد سقط نجمهم، وبدا عكسهم. وصار السلطان ينفي في كل شهر منهم جماعة في أماكن شتى.
*****
وفي شوال خلع السلطان على يشبك الجمالي، وقرره في الزردكاشية الكبرى، عوضا عن جانم السيفي تمرباي. وقد جمع يشبك الجمالي بين الحسبة والزردكاشية الكبرى.
وفيه خرج الحاج من القاهرة في تجمل زائد، وفيه احتفل الأمير خشقدم ببرك عظيم بسبب السلطان، لسفره إلى الحجاز، فكان معه نحو من مائتي جمل وخمسين جملا. وقيل أن السلطان بعث إليه ألف دينار بسب عمل هذا البرك. وكان لخروج الصاحب خشقدم يوم مشهود.
وفيه رسم السلطان بنفي مثقال الطواشي، مقدم المماليك - وكان يعرف بمثقال البرهاني - فخرج منفيا إلى طرابلس. وكان هذا كله بسبب خروج السلطان إلى البلاد