وفيه ضرب السلطان قانم الأشرفي الذي كان كاشف الشرقية، فضرب بين يديه ورسم بنفيه إلى طرسوس.
*****
وفي صفر قرر خالص التكروري الطواشي في تقدمة المماليك، عوضا عن مثقال البرهاني. وقرر سرور الشامي نائب المقدم عوضا عن خالص.
وفيه قدم تمراز التمشي رأس نوبة النوب من البحيرة، وقد أتى ليهنئ السلطان بعوده من الحجاز.
وفيه جاءت الأخبار بوقوع فتنة كبيرة بحماه، وقتل فيها نائب حماه أزدمر بن أزبك قريب لسلطان. وسبب ذلك أن سيف أمير آل فضل، كان قد خرج عن الطاعة، فحاربه أزدمر نائب حماه المقدم ذكره، فقتل في المعركة، وقتل معه جمع من أمراء حماه، فانزعج السلطان لهذا الخبر جدا.
*****
وفي ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوي بالقلعة وكان حافلا. ومما وقع في ذلك اليوم أن السلطان لما تكامل المجلس بالقضاة الأربعة، والأمراء، وانتهى أمر السماط، حضر كاتب السر ابن مزهر، وأبو البقاء بن الجيعان، وخشقدم الزمام، وخلفهم ستة أطباق على رءوس ستة طواشية، فحطت بين يدي السلطان بحضرة القضاة والأمراء، وكشفوا عنها فإذا هي ستون ألف دينار ذهب عين، فأخذ كاتب السر يقول في المجلس العام أن السلطان نصره الله تعالى لما حج في العام الماضي، رأى أهل المدينة المشرفة في فاقة زائدة من عدم الأوقاف، فنذر مولانا السلطان بأن يفعل بالمدينة الشريفة خيرا يكون مستمرا من بعده، وقد خرج عن هذا المال لله تعالى وهو من وجه حل، من خالص ماله دون مال بيت المسلمين، ليشتري به ما يوقفه على فقراء المدينة من ضياع، وأماكن وربوع، وغير ذلك، مما يصنع في كل يوم من الدشيشة والخبز والزيت، وغير ذلك كما يفعل لمدينة الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. فارتفعت له الأصوات بالدعاء في ذلك المجلس، ثم أمر السلطان بأن يكون هذا المال تحت يد قاضي القضاة الشافعي، حتى يشتري به أماكن أو ضياعا. فامتنع القاضي من ذلك، واعتذر عن تسليمه، حتى أعفي من ذلك. ثم شرع السلطان في بناء تلك الربوع التي أنشأها في باب النصر، وفي البندقانيين والخشابين والدجاجين وغير ذلك من الأماكن.