فلما عين السلطان الأمراء، وعرض من بعد ذلك الجند، وكتب منهم نحوا من خمسمائة مملوك، وكان الأكثر منهم من طائفة الإينالية، فلما عرضهم أنفق عليهم، وأمرهم بسرعة التجهيز والخروج صحبة الأمير يشبك. فبلغت النفقة عليهم في هذه الحركة زيادة عن المائة ألف دينار.
وفيه خلع السلطان على الأمير تغري بردى ططر أحد المقدمين، وقرره أمير المحمل، وقرر يشبك بن حيدر والي القاهرة أمير أول.
وفيه توفي الشهيد الشريف زين العابدين، وهو محمد بن محمد بن علي بن علي بن حسين القرشي الهاشمي السنجالي الحنبلي، وكان رئيسا حشما في سعة من المال، كثير التواضع، حسن الملتقى.
وفيه خلع السلطان على قانصوه دوادار الأمير يشبك، وجعله متحدثا في الاستادارية إلى أن يعود استاذه. فاستعفى من ذلك وأظهر السفر صحبة أستاذه.
وفيه قرر جانم دوادار الأمير يشبك في كشف أسيوط، عوضا عن قرقماس الأعور، فاستفى جانم من ذلك، واستقر بها سيباي، وطلب قرقماس السفر صحبة يشبك.
وفيه في سلخه كانت وفاة شيخ مذهب الشافعية بمصر الشيخ سراج الدين عمر بن حسن بن حسين العبادي الشافعي. وكان عالما فاضلا بارعا في العلوم، مفتيا، وصار أحفظ أهل زمانه بمذهبه بمصر، منطرح النفس جدا. وولي عدة وظائف سنية، منها نظر الأحباس، ومشيخة خانقاه سعيد السعداء، وغير ذلك من الوظائف. ومولده سنة إحدى وثمانمائة.
وفيه نادى السلطان بأن معاملة الفضة بالميزان وكانت قد خفت جدا.
*****
وفي ربيع الآخر خرج الأمير يشبك الدوادار إلى التجريدة من غير طلب لذلك، وكان عليه خمدة زائدة، فتفاءل الناس أنه لا يعود إلى مصر أبدا، وكذا جرى. وكان الناس يقولون خرج لسيف، وكان هذا فألا عليه.
وفيه قرر السلطان جانم الأعرج السيفي جاني بك نائب جدة في نيابة حماه، عوضا عن أزدمر قريب السلطان.
وفيه برز أمر السلطان إلى سيباي كاشف الوجه القبلي، بأن يقطع رأس أزدمر الطويل الإينالي. وكان نفى إلى مكة المشرفة، ثم بعد مدة نقل إلى أسيوط، وسجن. وكان بينه وبين