طائفة العربان الذين بالبحيرة ما يقدر عليه، ثم عرض جماعة من الزعر، وقصد أن ينفق عليهم لكل واحد ثلاثين دينارا، وأن يخرجوا صحبته، وصار ينظر ما يرد عليه من الأخبار.
وفيه جاءت الأخبار بوقوع فتنة كبيرة ببلاد فاس، من أعمال الغرب، وقد حصل بين صاحب فاس والفرنج ما لا خير فيه من الحروب وقتل العساكر، وأن صاحب غرناطة توجه إلى عمه يسأله أن يرسل له نجدة تعينه على قتال صاحب قشتالة، وأن الفتن هناك قائمة والأمر لله.
وفيه خرج الأمير يشبك الجمالي ومن عين معه من الجند إلى جهة حلب، فكان لهم يوم مشهود.
*****
وفي رجب جاءت الأخبار بوفاة دولات باي المحوجب الشرفي نائب ملطية، وكان عنده شجاعة وفروسية. وتوفي قانم أمير شكار المحمدي الظاهري، أحد الأمراء العشراوات، وكان لا بأس به.
وفيه توفي السيد الشريف علي، أخو أمير مكة المشرفة، وهو علي بن بركات بن حسن بن عجلان الهاشمي العلوي. وكان مقيما بالقاهرة من حين فر من أخيه وحضر إلى مصر، فأتاه الأجل بها، وكان رئيسا حشما فاضلا ذكيا لا بأس به. ومولده بعد الخمسين والثمانمائة.
*****
وفي شعبان طلع القضاة الأربعة إلى القلعة للتهنئة بالشهر، فكثرت المرافعات في قاضي قضاة الحنفية شمس الدين الغزي، فحنق منه السلطان، ورسم لنقيب الجيش بالقبض عليه في المجلس، وتوجه به إلى المدرسة الصالحية ليقيم حساب أوقاف الحنفية، وجرى عليه ما لا خير فيه، واستمر في الترسيم إلى أن عزل.
وفيه كان وفاء النيل المبارك وقد أوفى في ثاني عشر مسرى. فتوجه الأمير أزدمر تمساح وفتح السد. وكان الأتابكي أزبك غائبا في التجريدة.
ومن النوادر أن النيل زاد في ذلك اليوم عشرين أصبعا من الذراع السابع عشر في يوم كسره، واستمرت الزيادة عمالة حتى أنه زاد في ثلاثة أيام متوالية من الوفاء تسعة وتسعين أصبعا، حتى عد ذلك من النوادر الغريبة: الزيادة، وقد قيل في المعنى: