للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه من الحوادث أنه في يوم الخميس عاشره جلس السلطان على الدكة بالحوش على العادة فثارت ريح عاصف فوقعت من شدتها السحابة التي بالحوش فأصابت جماعة من الأمراء وجرح تاني بك الجمالي حاجب الحجاب في وجهه، وقد وقع عمود السحابة التي بالحوش عليه وجرح أيضا دولات باي الحسني وطاحت خفائف الأمراء وعمائم المباشرين فقام السلطان من وقته ودخل إلى البحيرة، وتهارب العسكر وظنوا أنها القيامة، وهرب الفراشون أصحاب النوبه خوفا على أنفسهم من السلطان، وقد أظلم الجو ظلمة شديدة وقام رعد وبرق ثم أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى جرى السيل في الأسواق والشوارع، وكان يوما مهولا.

وفيه جاءت الأخبار من سيس بأن في ذلك اليوم وقعت بها صاعقة مهولة هدمت سور قلعتها وقتل بها من الناس جماعة.

وفيه توفي شرف الدين عبد الباسط ابن البقري أخو مجد الدين شقيقه، وكان رئيسا حشما ولي عدة وظائف سنية منها نظر الإصطبل ونظر الأوقاف ونظر الدولة وكان وجيها عند الناس حسن الهيئة، وكان بين موته وموت أخيه نحو من شهر وقيل مات مسموما.

*****

وفي جمادي الأولى جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان جهز عسكرا وقد وصل إلى أدنة. فلما بلغ السلطان ذلك اضطربت أحواله، ونادى بالعرض. فحضر الأتابكي أزبك باش العسكر فكتب بحضرته من الجند نحوا من أربعة آلاف مملوك. وعين من الأمراء المقدمين أحد عشر أميرا، ومن الأمراء الطبلخانات والعشراوات زيادة عن ستين أميرا، حتى عدت هذه التجريدة من نوادر التجاريد. وقد بلغ السلطان أن ابن عثمان جمع من العساكر ما لا يحصى. فلما عرض الجند وعين الأمراء أخذ في أسباب تفرقة النفقة. ثم أنه عين ثلاثة من الخاصكية بأن يسيروا على الهجن لكشف أخبار ابن عثمان، وما يكون من أمره، واستحثهم على الخروج ورد الجواب عليه بسرعة. ثم عين أقبردي الدوادار وكاتب السر أن يتوجها إلى جبل نابلس بسبب جمع العشراوات من جبل نابلس.

وفيه جاءت الأخبار بأن يعقوب بن حسن الطويل وقع بينه وبين صاحب هراة من الفتن ما لا يعبر عنه، وآل أمره إلى كسرة يعقوب وانهزامه، وقتل من عسكره ما لا يحصى، فشق ذلك على السلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>