وفيه قرر السلطان شرف الدين ابن البدري حسن في نظر الأوقاف عوضا عن شرف الدين ابن البقرى بحكم وفاته. وقد وليها ابن البدري حسن غير ما مرة.
وفيه تغير خاطر السلطان على الأمير دولات باي الحسني وأمر بنفيه إلى مكة، فخرج إلى الخانقاه ثم طلع أزبك الأمير الكبير وشفع فيه حتى عاد إلى داره.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة جاني بك الإبراهيمي الطويل الأشرفي، نائب صفد ثم دوادار السلطان بحلب وكان لا بأس به، وقرر بدواداريه السلطان بحلب أركماس بن ولي الدين عوضا عن دوادار السلطان بحكم وفاته.
وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن عسكر ابن عثمان قد استولى على قلعة إياس من غير قتال ولا مانع، فتنكد السلطان لهذا الخبر.
*****
وفي جمادي الآخرة بعث السلطان نفقات الأمراء المقدمين والعشراوات فبلغت النفقة على الأمراء خاصة دون الجند مائة ألف دينار وثلاثة آلاف دينار، والأمراء المعينون إلى التجريدة كما تقدم هم الأمير الكبير أزبك وتمراز أمير سلاح وبرسباي قرا أمير مجلس وقانصوه خمسمائة أمير آخور كبير وتغرى بردي ططر رأس نوبة النوب وتاني بك الجمالي حاجب الحجاب، ومن الأمراء المقدمين غير أرباب الوظائف أزبك اليوسفي المعروف بالخازندار وتاني بك قرا الإينالي، ويشبك الجمالي السيفي ناظر الخاص وقانصوه الألفي وقانصوه الشامي، ونحو من خمسين أميرا من الأمراء الطبلخانات والعشراوات، ثم أنفق على الجند على العادة فكانت جملة النفقة على الأمراء والجند نحوا من ألف ألف دينار حتى عد ذلك من النوادر ولم يسمع فيما تقدم من الدول الماضية أن أحد من السلاطين فعل مثل ذلك. وكانت نفقة أزبك الأمير الكبير وحده ثلاثين ألف دينار.
وكانت عادة نفقة الأتابكية إلى دولة الظاهر برقوق عشرة آلاف دينار، ولم يسمع بأوسع من هذه النفقة قط فكان كما قيل:
تهب الألوف ولا تهاب ألوفها … هان العدو عليك والدينار
فلما أخذ المماليك النفقة أطلقوا في الناس النار وأخذوا البغال والخيول حتى أكاديش الطواحين، وحصل منهم الضرر الشامل في حق التجار وغيرهم.
وفيه جاءت الأخبار من بلاد المغرب باستيلاء ألفنش صاحب قشتيلة على مدينة مالقة من بلاد الأندلس، وكانت كائنة عظيمة وقعت هناك.