الدين بن البدري حسن فإنه كان هو القائم في ذلك الوقت، فوعدته المماليك الجلبان بالقتل ونهبوا بيته فيما بعد. وقد جبى الخمس مرتين من خراج المقطعين سنتين متواليتين ولم تخرج خيالة من الشرقية، وكانت زيادة مظلمة أخرى.
وفيه وصل الزيني أبو بكر بن مزهر كاتب السر وقد تقدم القول أنه خرج إلى نابلس صحبة الأمير أقبردي الدوادار بسبب جمع العشير من جبل نابلس لأجل التجريدة الماضي ذكرها، فحضر وهو متوعك في جسده فلم يقابل السلطان ولا طلع إلى القلعة، واستمر ملازم الفراش حتى مات، كما سيأتي الكلام على ذلك.
وفيه وصل قاصد ملك الفرنج الأنكيروس من بني الأصفر وصحبته هدية حافلة للسلطان فأكرمه وأنزله في مكان أعده له.
وفيه توفي دولات باي بن مصطفى الأشرفي المعروف بالأجرود نائب غزة ثم بقي أحد الأمراء المقدمين بدمشق وكان لا بأس به.
وفيه توفي الشيخ شمس الدين محمد بن قاسم بن علي الشافعي، شيخ مدرسة كاتب السر بن مزهر التي أنشأها بحارة برجوان، وكان من أهل العلم والفضل وله شهرة بمصر وكان لا بأس به.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة تغري بردي ططر التمشي الظاهري جقمق رأس نوبة النوب توفي بحلب، وكان من أجل الأمراء وتولى عدة وظائف سنية منها نيابة القلعة بمصر ثم بقي مقدم ألف ثم بقي حاجب الحجاب ثم بقي رأس نوبة كبيرة، ومما وقع له أن الأمراء كلهم خرجوا بالأطلاب ما عداه فإنه خرج من غير طلب، فلما طلع إلى القلعة مقته السلطان بسبب ذلك، فقال له تغري بردي ططر:"لا تمقتني ولا أمقتك أنا ما بقيت أرجع من هذه السفرة". وكان الأمر كذلك، كما يقال:"إن البلاء موكل بالمنطق".
وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان بعث عدة مراكب من البحر وهي مشحونة بالسلاح والعسكر، وقد وصلت إلى جهة باب الملك ليقاطع بها على العسكر المصري، فما تم له ذلك وخذله الله تعالى، وكانت النصرة لعسكر مصر كما سيأتي ذكره.
وفيه كان وفاء النيل المبارك وقد وفي حادي عشر مسري فتوجه أقبردي الدوادار وفتح السد على العادة، ولم يقع لأقبردي أنه نزل وفتح السد غير هذه السنة بموجب غياب الأمير الكبير وبقية الأمراء، وكان يوما مشهودا.
وفيه خلع السلطان على فارس المنصوري وقرره في نيابة دمياط عوضا عن شاد بك الأشقر بحكم صرفه عنها.