للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

… وأنعمه تعم الخلق سقيا

فينضب جعفر، ويعوز فضل … ويبلى خالد، ويموت يحيا

وفيه هجم المنسر على سوق التجار بجامع ابن طولون، وكسروا منه عدة دكاكين، وأخذوا ما كان فيها من القماش، وراحت على أربابها.

*****

وفي رمضان توفي سودون أكرش الظاهري جقمق، أحد العشراوات، وكان لا بأس به.

وفيه من الحوادث في الشهر المذكور: أن السلطان نادى للعسكر بالعرض، فلما طلعوا إلى القلعة أحضر لهم المصحف الشريف الكبير العثماني وحلفهم عليه قاطبة - وكذلك الأمراء - بألا يخرجوا عن طاعته، ولا يخالفوه فيما يأمر.

وفيه أنفق السلطان على العسكر، وقيل: صدقة، ففرق على المماليك القرانصة والسيفية الذين كانوا منزلين بالديوان قبل سلطنته، هم وجلبانه، لكل واحد منهم مائة دينار. والسيفية الذين نزلوا أيام سلطنته لكل واحد منهم خمسون دينارا. ولأولاد الناس أصحاب الجوامك ألفين، لكل واحد عشرون أو ثلاثون دينارا. وقيل: إنه فرق بعد ذلك على الخدم الطواشية لكل واحد منهم عشرون دينارا واثنا عشر دينارا. ثم أرسل نفقة للخليفة، ولبعض الأمراء فبلغت هذه النفقة زيادة عن أربعمائة ألف دينار. ولا يعلم ما سبب هذه النفقة التي أنفقت من غير موجب لذلك، والذي أشيع بين الناس أن السلطان قال: "أنا لما تسلطنت لم أنفق على العسكر شيئا فهذه في نظير ذلك"، والأصح ذلك لأنه أنفق على القرانصة العتق، والسيفية العتق، مائة دينار لكل واحد. وعلى الذي تجدد من القرانصة السيفية في أيامه خمسين دينارا لكل واحد، وسماها صدقة والوجه الثاني ما قيل: إن السلطان قصده ظهور قانصوه خمسمائة، وكانت له به عناية تامة، فأنفق على العسكر حتى أرضاهم بسبب ظهور قانصوه خمسمائة … فما سهل ذلك على أقبردي الدوادار وأخذ حذره كما سيأتي.

ومن العجائب أن مال هذه النفقة كان مجمدا حاضرا، وهو من الخمسة أشهر التي أخذها من أجرة الأملاك والأوقاف ومن أوقاف الجوامع والمدارس والبيمارستان، وصادر فيها طائفة اليهود والنصارى، وتجار الفرنج وتجار المغاربة والبرانسة وغير ذلك من أعيان التجار ومشاهير الناس. وكان هذا المال الذي جيء من هذه الجهات تحت يد القاضي علي بن الصابوني ناظر الخاص، والأمير تغري بردي الأستادار. فلما خمدت

<<  <  ج: ص:  >  >>