للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم كما تقدم، فحصل من المماليك في حق الأمراء ما لا خير فيه. وصاروا يدخلون بيوت الأمراء وهم راكبون، ويشوشون على مباشريهم بالضرب والسب، حتى يأخذوا منهم ما قرر لهم. فأضر ذلك بحال الأمراء وما أطاقوا ذلك، ولكن لم يطلع من أيديهم شيء بسبب اضطراب الأحوال في تلك الأيام، فكان كما يقال:

أخضع لقرد السوء في زمانه … وداره ما دام في سلطانه

وفيه أمر السلطان بهدم كنيسة اليهود التي في دموه، فتوجه إلى هناك بنفسه، وهدمت بحضرته، ثم عاد إلى القلعة.

وفيه تزوج الأمير طومان باي الدوادار الثاني بنت الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، فكان لها مهم حافل.

وفيه كانت وفاة شيخنا علامة العصر الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن حسن بن عمران بن نجيب المعروف بالقادري، وكان شاعر العصر على الإطلاق بعد الشهاب المنصوري، وكان مولده بعد الثلاث والثلاثين والثمانمائية، وكان شاعرا ماهرا وله شعر جيد. فمن ذلك قوله في ميقاتي وأجاد:

في صنعة الميقات بدر نجمه … بالسعد يخدمه مدى الساعات

حجت عيون الناس كعبة حسنة … وقضت مناسكها من الميقات

وقوله في فرس محجل الثلاثة مطلوق اليمين:

وطرف زانه التحجيل يحكي … لمن يحكي بالسحر المبين

جواد رام أن يخفى نوالا … فأسبل كمه فوق اليمين

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأنه وقع بين السيد الشريف بركات، وبين أخيه هزاع، فتنة كبيرة، وكادت أن تخرب فيها مكة المشرفة.

وفيه توفي إمام الكاملية وابن إمامها، وكان من عباد الله الصالحين، دينا خيرا لا بأس به.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>