للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه أم السلطان ببناء جامع الفيوم، وكان القائم في ذلك الشيخ عبد القادر الدشطوطي.

وأرسل السلطان صحبته جماعة من البنائين والمهندسين.

وفيه جاءت الأخبار من مكة المشرفة بأن كاتب السر بدر الدين بن مزهر لما توجه إلى مكة أصلح بين أمير مكة المشرفة وأخيه بمرسوم السلطان. وجاءت الأخبار من مكة المشرفة أيضا بوفاة برد بك نائب جدة، وكان أحد المقدمين بمصر، وخرج منفيا إلى مكة المشرفة بعد كسرة أقبردي، فمات بها. وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وكان لا بأس به.

وفيه كان ابتداء الوحشة بين السلطان وخاله، وصار بعض الأمراء يرمي بينهما الفتن، حتى بلغ بذلك مقاصده، وخيلوا الملك الناصر من خاله، وخيلوا خاله منه بأشياء من أنواع الحيل والخداع، وأخذوا في أسباب ما تتم به الحيلة على قتل الملك الناصر، وقد سعوا في ذلك سعى الشطار، حتى كان من أمره ما سنذكره في موضعه. وقد قيل في معنى ذلك:

صف بالدهاء الذي يخشى الدهاء فما … ينام خيفة أن تبدو له الحيل

فقد يبيت بقلب ضمه أسد … ولا يبيت بقلب ضمه رجل

وفيه خرج الحاج من القاهرة في تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل تاني بك الجمالي، وأمير ركب الأول جان بلاط الموتر المحتسب.

وفيه جدد الأمير قانصوه خال السلطان خطبة في المدرسة البشيرية التي بدرب الخازن، ولم يكن بها قبل ذلك خطبة، فجدد الخطبة بسبب مماليكه، وكان ساكنا بالقرب منها.

وفيه قبض الوالي على شخص من السراق، فلما عرضه على السلطان أمر بقطع يده ورجله، وألزم ذلك السارق أن يقطعهما بيده، ففعل ذلك بحضرة السلطان.

وفيه دخلت التجريدة التي توجهت إلى أقبردي الدوادار، وقد حضروا من غير أذن السلطان، فشق عليه ذلك وأخذ حذره من الأمراء لكونهم دخلوا من غير إذن منه.

*****

وفي ذي القعدة جاءت الأخبار من حلب بأن أقبردي الدوادار لما بلغه أن التجريدة عادت إلى مصر، عاد إلى عين تاب، وصار ينهب البلاد، ويقطع الطريق على التجار.

فلما بلغ الأمراء ذلك أعياهم أمره.

<<  <  ج: ص:  >  >>