للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهد البلاء صحبة الأضداد … كأنها كي على الفؤاد

ومنها:

كذاك من يستنصح الأعادي … يردونه بالغش والفساد

ومنها:

أعظم ما يلقى الفتى من جهد … أن يبتلي من جنسه بالضد

وفيه جاءت الأخبار بأن قصروه قد استولى على غزة وأعمالها، والقدس وغير ذلك من النواحي.

*****

وفي صفر عظم أمر الأمير طومان باي جدا، وتصرف في أحوال المملكة كما يختار، وصار الأشرف جان بلاط معه كالمحجور عليه، لا يقضي أمرا دونه.

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن دولات باي نائبها أظهر الطاعة للسلطان، وأنه ليس مع قصروه نائب الشام. وهذا كله حيل وخداع وترتيب من الأمير طومان باي. حتى كل عزم السلطان عن إرسال تجريدة إلى قصروه نائب الشام، وكانت أحواله كلها معكوسة، وصار طومان باي يمهد لنفسه في الباطن.

وفيه توعك قاضي القضاة زين الدين زكريا وحصل له ضعف في بصره، فأغلق عليه بابه، وأظهر أنه قد عزل نفسه عن القضاء، فلم يلتفت السلطان إليه.

فلما كان يوم الاثنين عشرية خلع السلطان على محيي الدين عبد القادر بن النقيب وقرره في قضاء الشافعية، عوضا عن القاضي زكريا بحكم انفصاله عنها، فكانت مدة ولاية الشيخ زكريا في قضاء الشافعية نحوا من عشرين سنة. فإنه تولى في دولة الأشرف قايتباي في سادس رجب سنة ست وثمانين وثمانمائة، وعزل في صفر سنة ست وتسعمائة. وهذه المدة لم تقع لأحد من قضاة الشافعية، في ولاية واحدة غيره، فعد ذلك من النوادر. وسيعود إلى القضاء ثانيا عن قريب، فلما تولى عبد القادر بن النقيب، شق على كل أحد من الناس ولايته، ولاموا السلطان على ذلك. وكان يومئذ في الشافعية من هو أولى بالقضاء منه. ولكن سعى بمال له صورة حتى تولى على كره من الناس. فكان كما يقال دوبيت:

<<  <  ج: ص:  >  >>