للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مصر من القضاة قاض وله … في أكل مواريث اليتامى وله

إن رمت عدالة فقم مجتهدا … من عد له دراهما عدله

وهو أول قضائه بمصر، وقيل أنه سعى بسبعة ألاف دينار حتى تولى، وسيعزل عن قريب. وفيه جاءت الأخبار من جهة الغرب بأن الفرنج قد استولوا على غرناطة التي هي دار ملك الأندلس، ووضعوا فيها السيف للمسلمين، وقالوا من دخل في ديننا تركناه، ومن لم يدخل قتلناه فدخل في دينهم جماعة كثيرة من المغاربة خوفا على أنفسهم من القتل ثم ثار عليهم المسلمون ثانيا وانتصفوا عليهم بعض شيء، واستمر الحرب ثائرا بينهم

والأمر لله تعالى في ذلك.

*****

وفي ربيع الأول نزل السلطان إلى بيت الأمير طومان باي، وترجل ونزل عن فرسه، ودخل هو وإياه إلى البيت، وأقام عنده ساعة يتحدثان في أمر قصروه، ثم ركب وطلع إلى القلعة.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا وهو أول موالده.

وفيه، في يومه، عين السلطان خاير بك أخا قانصوه البرجي، ومعه جماعة من العسكر، وأمرهم أن يقيموا بغزة، خشية من قصروه أن يطرق غزة على حين غفلة، فخرج خاير بك والعسكر مسرعين.

وفيه ماتت خوند حبيبة ابن الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، وهي زوجة الأمير طومان باي الدوادار، وكانت جنازتها حافلة.

وفيه عين السلطان الأمير سودون العجمي، أحد المقدمين، وقرره في أمرية الحاج بركب المحمل، وعين دولات باي قرموط والي القاهرة بالركب الأول.

وفيه عرض السلطان العسكر، وعين تجريدة إلى قاصروه نائب الشام، وقد تمادى على العصيان والخروج عن الطاعة، واضطربت أحوال البلاد الشامية، وامتنع ورود القماش والفاكهة وغير ذلك مما كان يجلب من البلاد الشامية … فلما عرض العسكر، عين نحوا من ألفي مملوك، ومن الأمراء المقدمين أحد عشر أميرا. وكان الباش على هؤلاء الأمراء المقر السيفي طومان باي دوادار كبيرا، وأمير سلاح، ووزيرا واستادارا، وكاشف الكشاف، ومشير المملكة، وما مع ذلك من الوظائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>