وفيه عرض السلطان العسكر، وأنفق عليهم، وبعث نفقة الأمراء، ثم استحثهم على الخروج بسرعة، ورسم لهم أن يخرجوا شيئا بعد شيء.
فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشريه، خرج جماعة من الأمراء الطبلخانات المعينين في هذه التجريدة فكان جاليش العسكر قيت الرحبي حاجب الحجاب، واصطمر بن ولي الدين أحد المقدمين، وسودون الدوادار أحد المقدمين، وخرج صحبتهم خمسمائة مملوك من المماليك السلطانية.
وفيه قرر الأمير قان بردي اليوسفي في شادية الشرابحاناه مع أمرية أربعين، وكان من خواص الأمير طومان باي الدوادار، وقرر قلج في نيابة البيرة، ثم لم يتم له ذلك وقرر في نيابة الإسكندرية، ثم نفى في دولة العادل طومان باي إلى البلاد الشامية.
وفيه قرر الشيخ صنطباي في نظر المدرسة السنقرية التي بباب النصر وأخرج النظر عن قاضي القضاة الشافعي بأمر السلطان.
وفيه قرر السلطان أنس باي الذي كان شاد الشرابخاناه في تقدمة ألف، وكان من خواص الأمير طومان باي.
وفيه قرر طقطباي في كشف أسيوط، وصرف عنها يوسف النوام وقرر جانم المحمدي الخشقدمي في كشف منفلوط، وصرف عنها حيدر السيفي أزبك اليوسفي.
*****
وفي يوم السبت مستهل ربيع الآخر خرج من تعين من النواب المقدم ذكرهم، وهم قرقماس ابن ولي الدين المعين لنيابة حلب وبرد بك الطويل المعين لنيابة طرابلس، وقانصوه ابن سلطان جركس، المعروف بابن اللوقا، المعين لنيابة حماه، وقد تعينت لدولات باي نائب حلب نيابة الشام، عوضا عن قصروه إذا قبض عليه، وكانت هذه التراتيب كلها في البطال، وآل الأمر إلى خلاف ذلك كما يأتي الكلام عليه في موضعه.
وفي يوم الاثنين رابعه خرج المقر السيفي طومان باي أمير سلاح وما مع ذلك فلما خرج طلب طلبا حافلا حتى رجت له القاهرة، فلما طلع إلى القلعة، أفاض عليه السلطان خلعة حافلة، وهي فوقاني حرير أزرق بوجه أخضر بطرز يلبغاوي عريض … قيل كان طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين ونصف من الذهب الخالص البندقي، وكان ما دخل فيه ثمانمائة مثقال بحيث لم يعمل قط مثله ولا سمع بمثل ذلك وكان الأشرف جان بلاط يقاتل على رضا الأمير طومان باي بكل ما يمكن، ومع هذا كان الأمير طومان باي يضمر له كل سوء فكان لسان حال جان بلاط يقول: