كانا سببا لنصرته لما حضر من الكرك. فلما تسلطن قبض عليهما، وقيد طشتمر وقطلوبغا ولم يرع لهما ودا، ثم أمر بتوسيطهما عند عوده من الكرك، ولم يكن لهما من الذنب ما أوجب ذلك. وهذه الأفعال ما تصدر إلا من جاهل أحمق يعد من جملة المجانين. وكانت هذه الواقعة في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. وفعل العادل هذه الفعلة مع قصوره بعد ما خدعه وألبسه الأتابكية، وخلع عليه وعلى الأمراء الذين كانوا معه بالوظائف السنية، ومنهم: قيت الرحبي خلع عليه وقرره في أمرية سلاح، وقانصوه المحمدي البرجي خلع عليه وقرره في أمرية مجلس، وقانصوه الغوري خلع عليه وقرره في الدوادارية الكبرى، وخلع على قاني باي الرماح وقرره في الأمير اخورية الكبرى، وخلع على طراباي الشريفي وقرره في الرأس نوبة الكبرى، وخلع على طشتمر وقرره حاجب الحجاب وأنعم على جماعة بأمريات تقادم ألوف، منهم: خضر بك أخو قانصوه البرجي، أنعم عليه بتقدمة ألف، وطبلخانات، وعشراوات، ووظائف ممن كان في عصبته.
وفيه قبض السلطان العادل على نخشباي، الذي كان نائب حماه، ثم بقي مقدم ألف في دولة الأشرف جان بلاط. وقبض على تمراز جوشن أمير آخور ثاني، ثم شفع فيه بعض الأمراء فقرره بحجوبية الحجاب بدمشق، وخرج من يومه. ثم قبض على جان بردى الغزالي كاشف الشرقية، وعلى جماعة أخر من الأمراء العشراوات والخاصكية ممن كان من عصبة قصروه.
وفي يوم الخميس ثامن رجب قبض السلطان على الأمير قانصوه البرجي المحمدي أمير مجلس، وأمير بنفيه إلى مكة المشرفة بطالا، فتوجه من البحر الملح. ثم قبض على قلج نائب الإسكندرية وبعثه إلى الشام بطالا. وقبض على جان بلاط الموتر الذي كان محتسبا ونفاه.
وفيه خرج الأشرف جان بلاط منفيا إلى ثغر الإسكندرية وهو مقيد كما تقدم.
وفي يوم الجمعة عاشره عقد السلطان طومان باي على خوند فاطمة ابنة العلائي علي بن خاص بك زوجة الأشرف قايتباي، فعقد لها عليه بجامع القلعة، وحضر القضاة الأربعة العقد، وكان يوما مشهودا.
وفيه أنعم السلطان على قان بردي اليوسفي بتقدمة ألف، وقرره في الدوادارية الثانية عوضا عن طراباي الشريفي بحكم انتقاله إلى الرأس نوبة الكبرى.
وفيه عمل الموكب، وخلع على جماعة من الأمراء، فخلع على دولات باي المشهور بأخي العادل وقرره في نيابة الشام، وقرر أرقماس بن ولي الدين في نيابة حلب عوضا عن دولات باي، وخلع على جانم بن قجماس وأقره في نيابة طرابلس عوضا عن برد بك