الطويل، وخلع على الأمير سنباي نائب سيس وقرره في نيابة حماه، وخلع على قانصوه الفاجر وقرره في نيابة صفد، وخلع على ملاج الأشرفي قايتباي وقرره في نيابة القدس، خلع على قصروه الصغير وقرره في نيابة البيرة، وخلع على جانم وقرره في نيابة طرسوس. فلما خلع عليهم استحثهم في الخروج بسرعة إلى محل ولايتهم، فخرجوا بغير أطلاب.
وفيه أمر بنفى جماعة من الأمراء العشراوات إلى نحو قوص، منهم جان بردى الغزالي، وقرقماس قرا، وقايتباي، وآخرون من الخاصكية، وقيل إنه فقد منهم جماعة.
وفيه، في يوم السبت سادس عشريه، خلع السلطان على جاني بك السيفي أقبردي الدوادار وقرره في شادية الشراب خاناه، وقرر طوخ المحمدي في نيابة القلعة، وقرر تمرباي أحد خواصه في الخازندارية الكبرى.
وفيه أنعم السلطان على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف، منهم: طقطباي وماماي جوشن.
وفيه حضر خاير بك أخو قانصوه البرجي، وكان ممن سجن بقلعة دمشق مع الأمراء المقدم ذكرهم، فلما حضر أنعم عليه بتقدمة ألف، واستمرت الأتابكية شاغرة من حين قتل قصروه، فرسم السلطان للأمير طراباي أن يتكلم في جهات الأتابكية حتى يقرر فيها من يختار.
وفيه عزل السلطان القاضي عبد البر الحنفي، وأعاد البرهان بن الكركي، فكانت مدة القاضي عبد البر في القضاء أياما وعزل عنها. وقد قلت في ذلك:
ولوك قاضي القضاة لكن … جاؤوك بالعزل عن قريب
فمدة الحكم منك كانت … أقصر من جلسة الخطيب
ولما أعيد قاضي القضاة برهان الدين بن الكركي إلى القضاء، قلت في ذلك:
بقاضي القضاة استبشرت مصر فرحة … بعودته في منصب للشرائع
فمذ قيل من أولى بمرتبة القضا … على مذهب النعمان من كل بارع
أشار إليه بالأيادي مليكها … وأو ما إليه نيلها بالأصابع