للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن السلطان خلع على شخص من الأتراك يسمى طومان باي الجلب وقرره في ولاية القاهرة عوضا عن أزبك النصراني، فركب ونادى في القاهرة بالأمان والاطمان وأن المماليك تكف عن النهب، فسكن الاضطراب قليلا.

وفي ذلك اليوم اختفى جماعة من الأمراء ممن كان من عصبة العادل، وجاني بك شاد الشراب خاناه، ومسايد ناظر الجوالي، ومصر باي الصغير، وأزبك النصراني وآخرين من الأمراء ممن كان من حلفه.

وفي ذلك اليوم ظهر الشيخ جلال الدين الأسيوطي، وكان مختفيا من العادل في مدة سلطنته، وكان يقصد الأخراق به فكفاه الله مؤنته، وذكر أنه رأى النبي في المنام وبشره بزوال العادل عن قريب.

وفيه كتبت المراسيم السلطانية بحضور الأمير قانصوه المحمدي البرجي، وكتبت المراسيم أيضا بالإفراج عمن سجنه العادل بقلعة دمشق وهم قرقماس وأزدمر وقانصوه بن اللوقا وسودون الدواداري وآخرون من الأمراء ممن كان سجنهم العادل بقلعة دمشق وقد تقدم ذكرهم.

وفي يوم الخميس رابعه عمل السلطان الموكب بالحوش، وهو أول مواكبه، فخلع على جماعة من الأمراء خلع العيد ونزلوا من القلعة في موكب حافل، وكذلك أرباب الوظائف من المباشرين.

وفي يوم السبت، السادس من شوال، خلع السلطان علي جان بردي الغزالي وقرره في الحسبة عوضا عن قرقماس المقري، وقرر تاني بك أخو ماماي في الخازندارية الكبرى عوضا عن تمر باي خازندار العادل، وخلع علي أقباي الطويل وقرره في شادية الشراب خاناه عوضا عن جاني بك المشد، وقرر تمرباي أمير مشوي في نظر الجوالي، وقرر مغلباي الشريفي في الزردكاشية الكبرى عوضا عن تمر الحسني بحكم انتقاله إلى التقدمة.

ثم إن السلطان قبض على الأتابكي تاني بك الجمالي ووكل به بالقلعة وأمره بالخروج إلى مكة صحبة الحاج.

وفيه أنعم السلطان علي قانصوه الفاجر بتقدمة ألف، وكذلك قرقماس التنمي، وأنعم أيضا علي دولات باي قرموط بتقدمة ألف، وكذلك طقطباي ابن ولي الدين.

وفيه هجم الوالي على بيت قاضي القضاة الحنفي برهان الدين بن الكركي بسبب التفتيش على العادل فلم يجدوه عنده، فنهبوا بيته وأخذوا منه علبة كان فيها مال الأوقاف الذي كان تحت يده.

<<  <  ج: ص:  >  >>