للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه، في ثامن عشرة، خرج الحاج من القاهرة. وكان أمير ركب المحمل سودون العجمي أحد المقدمين، وبالركب الأول دولات باي قرموط، وخرج صحبته الأتابكي تاني بك الجمالي فرسم له بالإقامة في مكة فخرج وهو في التوكيل به، ورسم السلطان لخاتون ابنة خليل بن حسن الطويل صاحب العراقين بعمل برك، وحجت في تلك السنة.

وفي يوم الخميس ثاني عشرينه خلع السلطان على الشيخ سري الدين عبد البر بن الشحنة وقرره في قضاء الحنفية، عوضا عن برهان الدين بن الكركي بحكم صرفه عن القضاء، وقد قاسى غاية المشقة بما جرى عليه بسبب اختفاء العادل.

وفيه كثر شر المماليك على السلطان بسبب طلب الأقاطيع والوظائف، حتى أنه تبرأ من السلطنة وهم بأن يختفي بنفسه حتى يولوا من يختارونه من الأمراء.

وفيه جاءت الأخبار من دمشق بفرار دولات باي نائب الشام، وقد بلغه ما جرى على العادل وكان من أقاربه، فخاف على نفسه، فأخذ بركه وحريمه وخرج من الشام وتوجه إلى نحو بلاد ابن عثمان ملك الروم.

وفيه رسم السلطان بإحضار جماعة من الأمراء - وكان العادل تفاهم إلى دمياط - منهم برد بك المحمدي الأينالي الذي كان الأشرف جان بلاط قرره في حجوبية الحجاب، وأرزمك الناشف الذي كان مقدم ألف، ومامش الرحبي، وتمر باي الشيخ، وآخرون من الخاصكية، وكان عدتهم نحوا من ثمانية عشر نفرا.

وفيه زاد أمر التفتيش على العادل وصار والي القاهرة يركب ومعه حاجب الحجاب والأمير طراباي رأس نوبة النوب، ومعهم الجم الغفير من المماليك وهم بآلات السلاح، فيهجمون البيوت والحارات تحت الليل بسبب العادل، وكان العادل يكبس البيوت والحارات بسبب الأمراء الذين اختفوا منه، فما عن قريب حتى صاروا يكبسون البيوت والحارات بسببه … والمجازاة من جنس العمل.

وفيه عرض السلطان مماليك العادل، وأمر بإخراجهم إلى جهة الصعيد، وكان العادل أخرج خرجا من المماليك وسماهم العادلية.

وفيه توفي علي باي الظاهري تمربغا وكان من الأمراء العشرات، ومات وهو طرخان وكان لا بأس به.

وفي الثاني والعشرين من شوال أحضرت جثة الأشرف جان بلاط من ثغر الإسكندرية، وقد تقدم أن العادل بعث بخنقه وهو في البرج فخنق ودفن بالإسكندرية، ثم وقف مماليك جان بلاط إلى السلطان وسألوه في نقله إلى القاهرة فرسم لهم بذلك، فنقل وهو في سحلية، فلما حضرت جثته، دفن أولا بتربة الأشرف قايتباي وأقام بها أياما، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>