للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لما قتل العادل تخلق بدمه عيال خوند أم الناصر وأظهروا الفرح والسرور في ذلك اليوم. وكانت معذورة فيما فعلت، فإنه قتل ابنها الناصر، وسجن أخاها الظاهر قانصوه، وقتل زوجها الأشرف جان بلاط. وعد قتل العادل من جملة سعد الغوري.

وفيه خلع السلطان على شخص يقال له قرقماس البيسقي تنم نائب الشام وقرره في نيابة القدس، وكان أحد الأمراء العشراوات.

*****

وفي ذي الحجة حضر من كان سجنه العادل من الأمراء بدمشق وهم قرقماس بن ولي الدين، وأزدمر بن علي باي، وقانصوه بن سلطان جركس الذي كان نائب حماه، وسودون الدواداري. فلما مثلوا بين يدي السلطان خلع عليهم ووعدهم بكل جميل.

وفيه ظهر تمرباي خازندار العادل، وكان مختفيا، فلما ظهر قرر عليه مال وأقام في الترسم حتى يورد ما قرر عليه من المال.

وفي يوم الخميس ثامن ذي الحجة عزل قاضي القضاة زين الدين زكريا الشافعي عن القضاء، وهذا كان آخر عزله وولايته للقضاء، وقد كف بصره عقيب ذلك، فلما عزل زكريا سعى محيي الدين عبد القادر بن النصيب في عوده إلى القضاء، وقد أورد مالا له صورة، فخلع عليه وأعيد إلى القضاء عوضا عن زكريا بحكم انفصاله عنها، وهذه ثاني ولاية وقعت لابن النقيب.

وفيه فرق السلطان الأضحية على العسكر وقطع أضحية لبعض جماعة من الفقهاء والخدام.

وفيه أنعم السلطان بعدة تقادم ألوف على جماعة من الأمراء، منهم قرقماس بن ولي الدين قرره في امرية السلاح عوضا عن قيت الرحبي بحكم انتقاله إلى الأتابكية، وقرر أصطمر بن ولي الدين في امرة مجلس عوضا عن خشكلدي البيسقي، وبقي خشكلدي البيسقي مقدم ألف بغير وظيفة وكان يجلس فوق أصطمر، وقرر أزدمر بن علي باي في حجوبية الحجاب عوضا عن أصطمر بن ولي الدين بحكم انتقاله إلى امرة مجلس، وأنعم على أرزمك الناشف الذي كان نائب القلعة بتقدمة ألف، وكذلك قانصوه الخازندار الذي كان توجه قاصدا إلى ابن عثمان، وكذلك قانصوه الفاجر، وخشكلدي الذي كان أستادار الصحبة، وكان الأشرف جان بلاط أنعم عليهن بتقدمة ولم يتم له ذلك من بعده وصار أمير طبلخاناه، وغير هؤلاء جماعة آخرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>