للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا على العادة، وخلع السلطان على الأمير أنص باي أحد المقدمين، وقرره أمير ركب المحمل، وقرر بالركب الأول تاني بك الأبح.

*****

وفي ربيع الآخر - في يوم الجمعة مستهله - خطب في جامع السلطان الذي أنشأه في الشرابشيين وقد تم بناؤه وجاء غاية في الحسن والتزخرف، وصنع به مئذنة لها أربعة رؤوس، وهو أول من اتخذ ذلك، وانتهى العمل من المدرسة التي تجاه الجامع، وعقد هناك قبة كبيرة على المدفن، وغلفها بقاشاني أزرق، فلم ينطل ذلك على الناس. فكان أول من خطب بهذا الجامع قاضي قضاة دمشق الشهاب أحمد بن فرفور الدمشقي الشافعي، فلبس السواد وخطب، وكان المرقي قدامه القاضي عبد القادر القصروي. وحضر في ذلك اليوم الخليفة المستمسك بالله يعقوب، والقضاة الأربعة، وهم: برهان الدين بن أبي شريف الشافعي، وعبد البر ابن الشحنة الحنفي، وبرهان الدين الدميري المالكي، والشهاب الشيشيني الحنبلي. وحضر غالب الأمراء المقدمين، وولد السلطان المقر الناصري وأعيان المباشرين قاطبة، والجم الغفير من الأمراء العشراوات والخاصكية وأعيان الناس، وزينت الشرابشيين في ذلك اليوم، وكان يوما مشهودا. وخلع السلطان في ذلك اليوم، على قاضي القضاة عبد البر بن الشحنة، لكونه حكم بصحة الخطبة في هذا الجامع، وخلع على اينال شاد العمارة خلعة حافلة، وأنعم عليه بأمرة عشرة، وخلع في ذلك اليوم على عدة وافرة من المهندسين والبنائين والمرخمين والنجارين وغير ذلك من أرباب الصناعات ممن كان بالجامع، وأنعم على الفعلاء لكل واحد بألف درهم.

ثم في الجمعة الثانية رسم السلطان لقاضي القضاة عبد البر بن الشحنة بأن يخطب بهذا الجامع، فخطب تلك الجمعة خطبة بليغة، ولكن ميزوا خطبة قاضي القضاة عبد البر عن خطبة ابن فرفور.

وفي ربيع الآخر ثبت النيل المبارك على إحدى عشرة أصبعا، من تسع عشرة ذراعا، وكان نيلا شحيحا وشرق غالب البلاد، ولكن ثبت إلى العشرين من توت.

وفيه حضر الأمير أزدمر الدوادار وكان مسافرا إلى جهة نابلس، وكان صحبته ماماي جوشن، وقانصوه كرت، فلما صعدا إلى القلعة خلع عليه السلطان ونزل إلى داره في موكب حافل.

وفيه خلع السلطان على الأمير جانم وأعاده إلى نيابة حماة كما كان، وصرف عنها قانصوه اليحياوي الذي كان أتابك العسكر بغزة.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>