[الخصلة الثالثة: إباحة الغنائم للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته]
قوله:(وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) : الغنائم: غنائم المقاتلين، فإذا قاتل المسلمون أعداءهم وانتصروا عليهم فهربوا وتركوا أموالهم من دواب ومن أمتعة ومن مدخرات ونحو ذلك، وأخذها المسلمون واستولوا عليها وتقاسموها بينهم، فقد أباحها الله تعالى لهم كما في قوله تعالى:{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا}[الأنفال:٦٩] ، وقوله:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ من شيء}[الأنفال:٤١] ، يعني: اعلموا أن ما استوليتم عليه من الغنائم: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}[الأنفال:٤١] ، فعرف بذلك أن الغنيمة كانت محرمة على الأمم قبلنا، وكانوا إذا غنموا جمعوا الغنيمة، فتنزل عليها نار فتحرقها، أما هذه الأمة فإن الله علم ضعفها فأباح لها التمتع بها والتملك لها.