[الخصلة الخامسة: إرساله وبعثه صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة]
قوله صلى الله عليه وسلم:(وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة) : يعني: أن كل نبي بعث إلى قومه خاصة، قال تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[نوح:١] ، وقال تعالى:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}[الأعراف:٦٥] ، يعني: أخاهم في النسب، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}[الأعراف:٧٣] يعني: في النسب أيضاً، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[الأعراف:٨٥] يعني في النسب أيضاً.
وبذلك كان كل نبي منهم يدعو قومه فيقول:{يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}[نوح:٢] كما في قول نوح، وهود كما في قول الله تعالى:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف:٦٥] فدعا قومه، فدل على أن رسالته خاصة بقومه، أما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد فضل بفضائل كثيرة، منها عموم رسالته وبقاؤها واستمرارها إلى قيام الساعة.
أما عمومها فلأنه بعث إلى الأسود والأحمر، وبعث إلى القاصي والداني، قال تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف:١٥٨] ، وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ:٢٨] يعني: أرسلناك للناس كافة أي: لكل الناس، وقال تعالى:{لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:١٩] أي: من بلغه القرآن فمحمد صلى الله عليه وسلم مرسل إليه.
وأخبر عليه الصلاة والسلام عن عموم رسالته بقوله:(والذي نفسي بيده لا يسمع بي، أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي، إلا أدخله الله النار) ، فهذه خصوصية.
وأما بقاء شريعته واستمرارها إلى يوم القيامة فلأنه خاتم الرسل والأنبياء.