للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطب بفتح الطاء العالم بالأمور وكذلك الطبيب يقال له: طب (١) .

والحاصل أن الطب بالكسر يقال بالاشتراك للمداوي وللتداوي وللداء أيضًا فهو من الأضداد وهو علم يعرف به أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول لتحفظ الصحة حاصلة وتسترد زائلة.

وقال القسطلاني: الطب علاج الجسم والنفس والرفق والسحر، وبالكسر الشهوة والإرادة والشأن والعادة، وبالفتح الماهر الحاذق بعمله كالطبيب، والطبيب الحاذق في كل شيء، وخص بها المعالج في العرف.

والطب نوعان:

طب القلوب ومعالجتها بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى.

وطب الأبدان ومنه ما جاء عن الشارع صلى الله عليه وسلم ومنه ما جاء عن غيره، وأكثره عن التجربة.

وهو قسمان: ما لا يحتاج إلى نظر وفكر كدفع الجوع والعطش وما يحتاج إليهما كدفع ما يحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال.

المرض: خروج الجسم عن المجرى الطبيعي، والمرض يكون في البدن، وقد يطلق المرض على مرض القلب، إما للشبهة (في قلوبهم مرض) وإما للشهوة (فيطمع الذي في قلبه مرض) (٢) .

اللدود: بفتح اللام الدواء الذي في أحد جانبي فم المريض وهما كديداه. وجمعه ألده، وقد لده به يلده لدًّا ولدودا بضم اللام ولده إياه (٣) .

حكم التداوي:

اختلف الفقهاء في حكم التداوي على عدة أقوال:

القول الأول: لا يجوز التداوي وقال به غلاة الصوفية (٤) .

وعللوا رأيهم: بأن الولاية لا تتم إلا إذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء، فالواجب على المؤمن أن يترك التداوي اعتصامًا بالله وتوكلًا عليه وثقة به، وانقطاعًا إليه، فإن الله قد علم أيام المرض وأيام الصحة فلو حرص الخلق على تقليل ذلك أو زيادته ما قدروا، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (٥) .


(١) الآداب الشرعية: ٣/٩٤، ٩٥؛ وزاد المعاد: ٢/١٣٩؛ ومعالم القربة: ص٢٥٤.
(٢) لامع الدراري: ٩/٤٤٤؛ وفي تعريف المرض والفواكه الدواني: ٢/٤٣٩.
(٣) تخريج الدلالات السماعية، للتلمساني: ص٦٧٩.
(٤) صحيح مسلم بشرح النووي: ١٤/١٩١؛ وطرح التثريب، للعراقي: ٨/١٨٤.
(٥) سورة الحديد: الآية ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>