للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك المريض الذي أصيب دماغه إصابات بالغة أدت إلى فقدان الوعي فقدانًا كاملًا ومع هذا لا يزال جزء من دماغه يعمل، وخاصة جذع الدماغ، وبالتالي لا يدخل في تعليق موت الدماغ، وهو يعيش عن طريق التغذية بالأنبوب عبر المعدة، والقسطرة لإفراز البول وقد يحتاج إلى المنفسة باستمرار أو من حين لآخر، ولا أمل في استعادته للوعي والإدراك ولا أمل في تحسن حالته، ويتعرض مثل هذا الشخص لالتهاب رئوي أو جلطة في القلب وتوقف في النبض، فهل يتم إسعافه أو يترك ليلاقي حتفه؟.

في بعض المستشفيات يقرر الأطباء بصورة جماعية ماذا سيفعلون في هذه الحالة وبالتالي توضح تعليماتهم إلى الأطباء المناوبين وهيئة التمريض ترك مثل هذا الشخص بدون علاج، وفي أماكن أخرى يتم تكوين لجان أخلاقية مكونة من بعض الأطباء وما يسمونه رجال الدين، وشخصيات اعتبارية، ولكل مستشفى لجنة من هذه اللجان تقرر ما ستفعله لكل حالة على حسبها، وفي هذة الحالات جميعًا لا يؤخذ رأي المريض لأنه لا يستطيع أن يبدي مثل هذا الرأي بسبب فقدان الوعي أوسوء حالته الصحية، كما لا يؤخذ في معظم هذه الحالات رأي ولي أمر- أي ولي أمر المريض - وإنما يتم الأمر بين الأطباء أو اللجان الطبية الأخلاقية.

وبعض الأسئلة المطروحة هي:

١- هل من حق المريض البالغ العاقل أن يقرر أنه لا يريد إجراء نوع معين من العلاج أو يرفض العلاج بكل أنواعه؟ وخاصة في الحالات التي ليس فيها مرض معدٍ وتلك الحالات التي لا يستطيع الطب أن يقدم فيها شيئًا كثيرًا؟

٢- هل من حق الأطباء أن يقرروا التوقف عن العلاج ومنع إسعاف المريض المدنف إذا أصيب بجلطة في القلب أو توقف في قلبه أو أصيب بالتهاب في الرئة أو الزائدة أو غير ذلك؟

٣- هل من حق ولي أمر المريض الميؤوس منه أن يتفق مع الأطباء على إيقاف العلاج ومنع الإسعاف في مثل هذه الحالات؟

<<  <  ج: ص:  >  >>