أيضًا من الناحية العملية لا نحتاج إلى أن نطيل في هذه المسألة كثيرًا، لأننا ندرس من الناحية العملية حالات واقعية، والأصل في الناس طلب التداوي كما هو معلوم، فنحن ننظر في مسائل عملية يحتاجها الطبيب ويحتاجها الإنسان على وجه العموم.
النقطة المهمة في الموضوع هي: استكمال المباحث في مسألة الإذن من الناحية الفقهية الشرعية، فإن التساؤلات التي أثارها الأستاذ البار، تساؤلات مهمة جدًّا تتعلق بها أحكام كثيرة، لكن في الأبحاث التي قدمت ليس هناك تأصيل شرعي كامل فيما يتعلق بمسائل الإذن وما يحتاج إليه الناظرون في هذه المسألة من تقعيد وتأصيل واستكمال لكلام أهل العلم في هذا الباب.
هناك نقطة أشار إليها الدكتور البار وقرأتها في بحثه، ومن المستغرب أنها إلى الآن لم تحظ بالاهتمام المطلوب، وهي مسألة بيع حبوب الحمل، وأرجو أن يهتم الإخوان بها ويهتم المجمع بها، لأن الكفار قد اهتموا بهذه الحالة مع أننا نعلم أن شرائعهم في خصوص المحافظة على العرض ليست شيئًا يذكر في هذا الباب، ومع ذلك فإنهم قيدوها بقيود، وما زالت تباع بين المسلمين، وترتبت عليها مضار كثيرة، ولم يهتم بها العلماء الاهتمام المطلوب، مع أن الضرر الذي ينبني عليها في المال والعرض والنفس ضرر بالغ جدًّا، والشارع لا يهمل مثل هذه الأمور كما هو معلوم، فالذي تواطأ عليه الناس في العالم الإسلامي بيعها بأسعار زهيدة وبدون ضوابط، حتى الضوابط التي جعلها الكفار لأنفسهم لا يلتزم بها في التعامل مع هذه الحبوب، ومعلوم ما يترتب عليها من أخطار. فلا بد من النظر في تحديد الشروط التي تمكن الأفراد من شرائها، مع أن هناك من سيخرج عن هذه القيود وعن هذه الشروط، لكن على الأقل يكون توجه هام وتحديد شرعي بحيث لا يشتريها إلا من يحمل ورقة من الطبيب، وأن يكون بالغًا أو مأذونًا له بحيث تترتب هذه القيود الشرعية، حتى ينكف عن المسلمين من ذلك شر كثير بالغ لا حاجة لي أن أشير إلى كثير من مظاهره فهي معلومة وكثيرة جدًّا.