للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسًا: الذين يعيشون مستجيبين لهدي ربهم في حياتهم الدنيا فيتحقق لهم الأمن والسلام سيحظون يوم القيامة بتحية الله لهم وهي السلام. قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (١) .

وسيحظون كذلك بتحية الملائكة لهم في الآخرة وهي السلام قال تعالى: {وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (٢) .

سادسًا: سمى الله الدار التي ينعم فيها المؤمنون المستجيبون لله وللرسول بدار السلام وهي الجنة، قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٣) .

سابعًا: وأحلى ما يسمع أهل الجنة في دار السلام كلمة السلام، قال جل شأنه: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} (٤) .

ثامنًا: ولترغيب المؤمنين للدخول في السلم دعاهم ربهم إلى دار السلام، قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} (٥) .

تاسعًا: ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم ارتباط دخول دار الإسلام بإفشاء السلام فيما بين المؤمنين فيقول صلى الله عليه وسلم: ((لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)) (٦) .

عاشرًا: ويجعل الإسلام لكلمة السلام قوة لا تدع في النفس مجالًا للظن أو الوهم، فيقول تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} (٧) .

وبذلك تكون كلمة السلام التي أرسى دعائمها الإسلام للمسلمين وينال من خيرها كذلك غيرهم، وهكذا نرى تضافر الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية في إفشاء روح السلام بين العالمين، وأن هذا ما ينبغي أن تكون عليه الحياة وأول من يستجيب لهذا الروح بين المؤمنين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} (٨) .

وإن أصيبت هذه الروح بما يعكر صفوها بنزاع أو قتال وجد الناس خطره وذاقوا مرارته وبدأ فيهم ميل للعودة إلى الأصل وهو السلام فإن المؤمنين أسرع الناس استجابة إلى هذا حتى ولو كان الميل ميل مخادعة , فإن الله حسبهم ويكفيهم شر خداعهم، قال تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (٩) .


(١) [الأحزاب: ٤٤]
(٢) سورة الرعد: الآيات ٢٣ و ٢٤
(٣) سورة الأنعام: الآية ١٢٧
(٤) سورة الواقعة: الآية ٢٦
(٥) سورة يونس: الآية ٢٥
(٦) رواه مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي، وانظر رياض الصالحين كتاب السلام: ص ٣٣٦
(٧) سورة النساء: الآية ٩٤
(٨) سورة البقرة: الآية ٢٠٨
(٩) سورة الأنفال: الآيات ٦١ و٦٢

<<  <  ج: ص:  >  >>