للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك كله، فقد رأيت أن أسارع إلى لفت نظر السادة أعضاء "مجلس الفقه الإسلامي" في جدة إلى تلك التوصيات الإسرائيلية الخطيرة الصادرة من ندوة "معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي في واشنطن ". وكذلك أيضًا إلى تلك التشويهات لحقائق الإسلام الإنسانية من قبل شخصيات سياسية كنا نجلهم أن يقعوا فيها، راجيًا من مجمع الفقه الإسلامي الكريم أن يتخذ ما يراه مناسبًا وحكيمًا تجاه تلك التشويهات والتوصيات، لا بالرد الصحفي والإعلامي المثير، وإنما فيما أرى بدعوة "معهد الدراسات" المذكور، وكذلك تلك الشخصيات الكبرى إلى حوار علني ودي لديهم ضمن أدب الحوار القرآني الإسلامي من أجل السلام العالمي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى حيث قال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، وحيث قال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وذلك من أجل التعارف الذي أمر به الله فيما بين الشعوب. ومن أجل التعريف بحقائق الإسلام السلمية، ورسالته العالمية الإنسانية: العقلانية الخطاب، والعلمية في الحوار، والداعية لجميع الأمم والشعوب قبل أربعة عشر قرنًا إلى نظام عالمي جديد إنساني، يقوم على التعاون والتكافل في شؤون الحياة الكريمة فيما بين جميع بني الإنسان على اختلاف الأعراق، والأجناس والأوطان، والأديان، وعلى أساس: "إن الخلق كلهم عيال الله، وإن أحبهم إليه أنفعهم لعياله" كما أعلنه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ما لم يقاتلونا في الدين أو يخرجونا من ديارنا.. ويسرنا أن نعلن أن كل ما عدا ذلك هو جهل بحقائق الإسلام، بل افتئات عليه، وداع إلى الإفساد في الأرض، وإننا لدعوة "معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن" للحوار لمنتظرون، إن كانوا لخير الأسرة البشرية عاملين وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..

الدكتور محمد معروف الدواليبي

<<  <  ج: ص:  >  >>