للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا لا أدعو إلى مهادنة أعداء الإسلام وخصومه الأشداء، معاذ الإيمان، وما يكون لي ذلك!! ولكن أدعو إلى سحب البساط من تحت أرجلهم وإلى تعريتهم أمام الناس لينكشف عوارهم وزيفهم وضلالهم واللغة التي بها يتكلمون مغالطين ومخادعين، لغة العلم والمنطق والعقل.

ولا يذهبن بك الوهم قارئي الكريم فتظن أننا في طريقنا إلى وفاق أو وئام أو أنصاف حلول، لا، ولكن الشيء الذي نسعى إليه وحده هو إقامة الحجة عليهم فقط دون طمع بشيء آخر من تصديق أو ولاء.

إن الإغارة والغزو الفكري والثقافي للعالم الإسلامي ليس بجديد بل ولد مع ولادة الرسالة الإسلامية المحمدية، ولكن المسلمين كانوا من داخلهم في عافية فلم يتأثروا بالمكر والكيد الذي نفث فيهم، حتى إذا ما ضعفت النفوس، واضمحلت من الداخل روح المقاومة، وانهزم المسلم في ذاته، ظهر أثر هذا الغزو الثقافي وخطره وعقابيله.

إننا بحاجة أيها الناس إلى إصلاح البيت من الداخل، إلى إصلاح الإنسان المسلم والجماعة المسلمة، إلى لغة العقل والمنطق، إلى صفاء السريرة، وطهارة النفس الإنسانية من داخلها، وبعد ذلك لا يهمنا ألف غزو ثقافي وألف وألف، ولو غزانا أهل الأرض كلهم بكل أنواع الغزو، ومكروا بنا بكل ضروب المكر وأصنافه.

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم.

أما بعد فهذه صفحات من الغزو الفكري أضعها في ميزان المنهج العلمي الموضوعي، أقدمها للدورة السابعة لمجمع الفقه الإسلامي بجدة، لعلها تحظى بالاهتمام والدراسة المستوعبة لتصبح ورقة عمل إن شاء الله.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>