للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت الحرب الثقافية والسلوكية هي أخطر ما ووجه به الإسلام في صدره الأول؛ وخصوصًا بعد أن قويت شوكته العسكرية وتوطدت أركانه، بل راح ينطلق مهاجمًا القوى الكبرى آنذاك، وقاضيًا بالتالي على شوكتها، خلال ربع قرن، وهو عمر لا يعد شيئًا بالمقياس التاريخي.

وإذا ركزنا على صدر الإسلام بالخصوص، وجدنا أن نقطة الاختراق الرئيسية ـ تقريبًا ـ والتي نفذ منها العدو الكافر إلى فكر المسلمين، وبالتالي إلى سلوكهم هي (الإسرائيليات) فقد أضفت طابعها ـ مع الأسف ـ في مختلف حقول المعرفة، ونجحت إلى حد كبير في جر الأمة إلى مسارب لا تحمد. هذا وإن كنا لا نتناسى الرواسب الأخلاقية والحضارية التي بقيت كامنة، سواء في نفس بعض العرب الذين أسلموا، أو في نفوس الشعوب التي دخلت الإسلام بعد ذلك، فنقلوها بشكل شبه طبيعي إلى الساحة الإسلامية، وربما صبغوها بالصبغة الإسلامية، بل وقد تكون هذه العملية انطلت على من جاءوا بعدهم، فحسبوها إسلامية أصيلة، وراحوا بها يتعبدون.

ولا نريد أن نطيل في هذ الجانب ـ وإن كان مهمًا جدًّا ـ

<<  <  ج: ص:  >  >>