للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقطة الثالثة: مناقشة أدلة هذا الاتجاه.

وهنا لا بأس بالتعرض للرد الموجز على الأدلة المذكورة:

أولًا ـ الآيات القرآنية:

من قبيل {لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} ومن الواضح لكل من لاحظ هذه الآيات أنها آيات مكية إلا الآية الكريمة: {وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (١) , ولاحظ أسباب نزولها وأنها كانت تطيب من خاطر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان يتألم كثيرا لإعراض بعض المشركين ووقوفهم بوجه دعوتهم الكبرى، فتخبره أن لا يبخع نفسه على أن لا يكونوا مؤمنين , فليس عليه إلا البلاغ , أما إذا رفضوا الإسلام فليس هو بوكيل حفيظ عليهم، أنها لا تدل على المدعّى المذكور وليست بهذا الصدد.

ويوضح هذا ـ بالإضافة لملاحظة سباق الآيات وأسباب نزولها ـ الآيات الكثيرة التي ذكرنا بعضها , والتي تؤكد أن الرسول هو الشهيد على هذه الأمة , وتوجب طاعته وقيادته {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (٢)

و {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٣) و {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (٤) .

وكلها تتحدث عن قيادته ومسؤوليته تجاه أمته وأنه أولى بها من نفسها.

أما الكافرون المكذبون فليس هو بمسؤول عن تكذيبهم وإنما سيجزون بما كفروا يوم القيامة.

وكذلك يوضح ذلك موقف الرسول العملي وقيادته للحياة العامة وعدم اقتصاره على مجرد التبليغ والإنذار بالضرورة.


(١) سورة النساء: الآية ٨٠
(٢) سورة البقرة: الآية ١٤٣
(٣) سورة النساء: الآية ٥٩
(٤) سورة الفتح: الآية ٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>